وليّة غمّان أم حروب ديمقراطية ؟!
كل ازمات العالم لها انفراج ,وكل مشكلة لها حل, وكل جريمة لها مجرم ,وكل سرقة لها سارق, وكل دستور له قوانينه ,وكل برلمان له اعضاءه الا في العراق الازمات تتعقد والمشاكل تتراكم والمجرمون ابرياء والسراق قمة النزاهة والدستور بلا قوانين تطبيقة والبرلمان بدون اعضاء والحكومة يراد لها ان تكون فقط لتصريف الاعمال والتشريعات تنقض والاختلافات تتفاقم ! ولماذا كل هذه التعقيدات و المتناقضات ؟ يقال انها نتيجة المحاصصة والتقسيم الطائفي! ولنفرض جدلا ان هذه الاسباب ادت الى هذه النتائج .اذن ما المقصود بالطائفية ياحضرات والمحاصصة العراقية بصورة خاصة .الطائفية هنا تعني الانتماء الى فئة دينية معينه او مذهب ديني معين يعني سني, شيعي, مسيحي, صابئي يزيدي وهلم جر .
اذن هذه الانتماءات كأفراز طبيعي عراقي لاتعني بأي حال من الاحوال انها سبب كل ويلات العراق و تعاسته لانها تحصيل حاصل ومنذ نشوء دولة العراق . ومن المتعارف عليه و المفروض اصلا ان يكون الايمان هدى للبشرية وبعيد عن العداوة والبغضاء, ثم ان كل هذه المكونات الطائفية كما يسمونها اغلبها في تزاوج ومصاهرة مع الاخر , واكيد اكيد الكل يحب الوطن ولا يفرط به ,وعليه لا اعتقد ان اي مواطن صالحا مهما كانت عقيدته او قوميته قد باع او يبع وطنه ولا حتى اليهودي العراقي لانهم لازالو يتغنون بحب العراق منذ رحيلهم عنه ,اذن هذه الحجة الواهية ليست لها صحة في تدمير العراق .اما اذا فضل هؤلاء حبهم لطائفتهم او معتقدهم على حساب الوطن تصبح حالة مرضيه ويجب معالجتها لصالح الوطن وتسمى بالمفهوم السياسي عنصرية او عصبية دينية او سياسية او قبلية وهي اخطر من الاسلحته النووية على الشعوب . اما مسالة المحاصصة و التي تعني تقسيم كراسي البرلمان استنادا الى هذه الطوائف والاحزاب المشاركة في العملية الانتخابية بصفة سياسية بحتة فهذا ما كان حاصل بالعرق منذ عام 1959 وكما طبقه الزعيم عبد الكريم قاسم وهذه حالة سياسية صحية ولابد منها .ولكن تداخل المفهوم الديني بالسياسي هو الذي عقد الامور وتسبب في مفهوم جديد على الساحة الا وهي الطائفية السياسية مضافا اليها الطمع في خيرات العراق . يعني تغير المفهوم الديني الى سياسي محاصصاتي مضافا له المفهوم القومي والفكري والمالي ,وبهذا اصبحت النتيجه متداخلة شئنا ام أبينا.و بنظرة ضيقة من قبل الاغلبية السياسية انحرفت اكثر المفاهيم عن موضعها الطبيعي واخذ كل منهم يفضل مجموعته او مذهبه على حب الوطن ومصالح شعبه متخذا قوى خارجية سندا له ,وحسب مفهوم القاموس السياسي ايضا, تحولت الى شوفونية او نازية عصرية , وهذا وباء لازالت بعض الشعوب تعاني من مخلفاته .
اذن مفهوم الطائفية والمحاصصة بمفهومها العام الطبيعي لا ضير فيها ونتيجة حتمية لواقع العراق اما عندما تتحول عن مجراها الطبيعي وكما هو حاصل الان فهي اذن عنصرية شيفونية خطيرة! ولذا نحن اليوم في عصر العنصرية والشيفونية وليس الطائفية والمحاصصة . فأجتماع العنصرية او العصبية الدينية او السياسية شيفونيا في التكوينة السياسية الحالية و هي اللاعبة على الساحة اليوم افرزت وباءا لا يمكن علاجه الا بالبتر او الكي وفي اكثر الاحيان الحرق . طيب !
فأجتماع مثل هذه الاوبئة فى مكان ما ماذا سيحصل اذن و ماذا سيترتب عليه ؟ اكيد ستحل الكوارث ولابد من اتخاذ كافة الاجراءات للتخلص منها ! وتبدء , اولا برفع حاله الطوارء الى الحالة القصوى او (ج) ثانيا سيتدخل العالم وبكل قواه للحد منها خوفا من انتشارها او تقليل مخاطرها ثالثا سيرحل اغلبية السكان خوفا وذعرا من هذا الوباء وسيبقى من سيقتله الوباء حتما .هذا هو الحاصل في العراق اذ لم ينتبه ساسته للحالة المستعصية اليوم ؟ ولكن كيف تحولت الاجواء الطبيعية بمفهومها القومي او الديني او السياسي الى وباء وما هو السبيل للتخلص منه قبل ان يفتك بنا جميعا ؟ ! فالاجابته عليه ليس من السهل اذ لم نعرف الاسباب والمسببات التي ادت الى انتشاره وبما انها كثيرة جدا سنحاول اختصارها بما يلي :
1. الاختلاف في التشكيلة الفكرية للاحزاب فالنقاط المختلف عليها اكثر من نقاط الالتقاء يعني مثلا الفكر الشيوعي لا يمكن ان يكون في يوم من الايام كفكر حزب الدعوة وبالعكس و كل منهم يعتبر نفسه هو الاصح والاهم والاجدر على الساحة وهنا يكمن الداء وكذلك في الكثير من الاحزاب الاخرى, لذا نحتاج الى احترام حرية الفكر والاعتراف بالاخر وهذا يتطلب وعيا سياسيا عاليا جدا .
1. الاختلاف في التشكيلة الفكرية للاحزاب فالنقاط المختلف عليها اكثر من نقاط الالتقاء يعني مثلا الفكر الشيوعي لا يمكن ان يكون في يوم من الايام كفكر حزب الدعوة وبالعكس و كل منهم يعتبر نفسه هو الاصح والاهم والاجدر على الساحة وهنا يكمن الداء وكذلك في الكثير من الاحزاب الاخرى, لذا نحتاج الى احترام حرية الفكر والاعتراف بالاخر وهذا يتطلب وعيا سياسيا عاليا جدا .
2. الاختلاف في التشكيلة الفكرية للاديان والعقائد وان كان الاساس واحدا وهو التوحيد ولكن هناك خلافات واختلافات متراكمة ومعظمها لاسباب سياسية بحتة منذ تأسيس الدولة المدنية ,و لتذليل هذا يحتاج الى نضج فكري ديني لكل الاطياف واحترام حرية العقيدة والاعتراف بها مهما كانت , ولا ينفع هنا الا التسامح و الحوار المتمدن بين كل الاطياف السياسية الدينية لتلافي التوتر والدعوة للتقارب النسبي ان جاز التعبير وان ندع الخلق للخالق ولا اكراه في الدين !
3. ألاختلاف في التشكيله القومية والاقليات وانعدام الثقة المتبادلة بينهم والمصرح بها اعلاميا وتبيت النيات واغتنام الفرص والخوف من التهميش وهذا ما يجعلهم في توتر سياسي مستمر منعكس على الساحة العراقية بشكل واضح وهذا مانراه في التهديدات والانسحابات ونقض التشريعات للقوانيين وتكوين المليشيات على حساب أمن ومصالح الشعب العراقي . فالقسوة والاضطهاد الذي عانوا منه و لسنيين طوال ولد لدى اغلب الاقليات نوع من الخبث والانانية والحرص الزائد عن الحد وهو افراز طبيعي حتمي, لكن من الممكن علاجه فهو يحتاج الى نكران الذات من الجميع وحركة مخلصة للتخلص من ازمة الثقة هذه والتأكيد على ان المستقبل سيكون افضل والحقوق ستكون محفوظة والقاسم المشترك هو الوطن للجميع وبالتأكيد هذا يتطلب اعادة حسابات وتغير في النفوس والقناعات الغير مجدية حاليا , وما يتغير قوم الا اذا غيروا ما في انفسهم , وهذا يقع على عاتقهم اولا واخرا لانها تعتمد على قناعة لا يشوبها شائبة بحب الوطن .
4. الاختلاف في وعلى تقسيم خيرات ارض العراق فالبصرة مثلا خيراتها اكثر من الناصريه وكركوك اكثر من الموصل والسليمانية افضل من السماوة وهلم جرى,ناهيك عن موارده السياحية والزراعية والخامات الطبيعة الاخرى هذا ما جعل الاغلبية ينسبونها لمساحة المحافظة المحددة وليس لكل العراقيين اينما سكنوا ويجب ان يكون الفيصل هنا للقانون ومحاسبة كل من يفكر بهذه الطريقة الانانية ومهما كثرت عدد مقاعدة البرلمانية او الرئاسية او المظلومية فالقانون فوق الجميع . علما ان الثروة الحقيقية للعراق هي ابناء العراق ومبدعيه ومثقفيه !
5. الاختلاف على الثوابت السياسية الاساسية وهذا ما جعل الحالة وبائية حقا فعدم وجود ثوابت معينة وخط احمر لكل الكتل والاحزاب والطوائف على مفردات سياسية واضحة .ولذا يجب تحديدها و اعتمادها من قبل الجميع شاءوا أم أبوا مثل الايمان بالديمقراطية و ماذا تعني لهم وماهو اختلافها عن مبدء الشورى وكيف يجب ان تطبق .او الثروة العراقية لمن وكيف ستوزع وما هو مصير من يتعدى على حقوق الشعب بشكل ملموس وفعلي وليس كما هو حاصل تحقيق واستجواب وفي امانة الله !؟ومن هو المواطن العراقي ماهي حقوقة وماهي واجباته وما هي طلباته كأنسان وأين يكمن أمنه وماذا حققتم له وهل التصريحات الاعلامية هي الهدف في ذلك ؟.من هو السياسي فعلا و اين تكمن حريته واين يجب ان تقف وماهي الاهداف المشتركة في العملية السياسية والقاسم المشترك بينهم ؟ وكذلك المفهوم الديني والعقائدي والمذهبي والقومي وليست كما هو الان بأسم مكون ما تهدر الاموال والارواح وتتشكل المليشيات دون رادعا او محاسبة صارمة , والاهم تشريع قانون الاحزاب و تحديد صلاحيات المسؤولين وغيرها لكن الذي نراه وبأسم الديمقراطية القوي ( بمعناه الضيق هو الذي يملك حصة الاسد في البرلمان) يأكل الضعيف( الذي له مقعد او اكثر بقليل )والسياسي لا يتنازل عن الكرسي ولايقر بتسليم السلطة سلميا والمواطن اصبح مهمشا والحرية حدث بلا حرج لا تعرف الحدود ولا التحديد بين الكتل وكافة المسميات الاخرى والتشريعات لصالح فئة معينة دون اخرى واختلطت الاوراق بالكامل واصبح القانون حبرا على ورق والكل ينقد ويشهر ويتوعد ويهدد وينقض .
كل هذا الاختلاف والخلافات ولدت نوع من الانانية والتكبر السياسي لاغلب الساسة مستندين على قوة خارجية لا تريد للعراق ان يكون منبعا للتحرر الفكري او غرورا شيطانيا سياسيا يحتاج الى حسم لا يختلف علية اثنين , فالعراق بلد الحضارات مهما اختلف ابنائة لا يمكن ان يعيشوا بدون هذه التشكيلة الرائعة ومهما غذى ضعفاء النفوس بين صفوف مؤيديهم الحقد على الاخر ستكون بالنتيجه الغلبة للعراق ومكوناته !
اذن ما هو الحل ياساسة ياكرام ؟ هل هي وليّة غمّان خو مو وليّة غمّان !على رأي ام عامر ؟!!!!!
أ.د.أقبال المؤمن
كل هذا الاختلاف والخلافات ولدت نوع من الانانية والتكبر السياسي لاغلب الساسة مستندين على قوة خارجية لا تريد للعراق ان يكون منبعا للتحرر الفكري او غرورا شيطانيا سياسيا يحتاج الى حسم لا يختلف علية اثنين , فالعراق بلد الحضارات مهما اختلف ابنائة لا يمكن ان يعيشوا بدون هذه التشكيلة الرائعة ومهما غذى ضعفاء النفوس بين صفوف مؤيديهم الحقد على الاخر ستكون بالنتيجه الغلبة للعراق ومكوناته !
اذن ما هو الحل ياساسة ياكرام ؟ هل هي وليّة غمّان خو مو وليّة غمّان !على رأي ام عامر ؟!!!!!
أ.د.أقبال المؤمن