الخميس، 23 يوليو 2009

اكتب مقالة( سب وشتم) تشتهر !!!!!!!!

اكتب مقالة( سب وشتم) تشتهر !!!!!!!!
وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن( الاسراء -53 )
شاعت في الاونة الاخيرة واصبحت من الظواهر المألوفة مقالات السب والشتم واللعن والتسفيه بالاخر وصاحب المقال الذي يكتب بهذا الاسلوب ويطلق الالفاظ البذيئة جزافا يمينا ويسارا وبدون اي حرج بالرغم من كونه صاحب قلم وفكر ومن المفروض ان يفحم الاخر ويقارعه الحجة بالحجة وبالدليل القاطع و بالكلمة البليغة المؤثرة نراه متسلح بسلاح لايليق بالاعلامي التسلح به وهو السب والشتم وبه وجد ضالته من جمهور وقراء ومشجعين ومؤيدين واصبح اشهر من نار على علم وكأن اللغة العربية و معجزة الاسلام اختصرت على هذه الكلمات البذيئة البائسة و مثل هولاء الكتاب تصدرت اسماءهم الكثير من المواقع الالكترونية وتميزت بهم ولا اريد ان اذكر اسماء هؤلاء حتى لا تكون مقالتي هذه من باب الشتم والسب ايضا ناهيك عن البرامج الاذاعية والتلفزيونية الاخري وفي اغلب الفضائيات ولكن السؤال المحير لماذا السب والشتم واللعن هذا؟ ولماذه هذه العدوانية الاعلامية بحد ذاتها في وقت الحريه فاتحة ابوابها للجميع وعلى مصراعيه والديمقراطية فى خدمه كل الاقلام والاعلام بكل وسائله من صوت وصورة وكلمة وبكافة فنونه و اساليبه الادبية وبكل تطوره التقني في متناول الجميع ؟كل هذا شدني للتعرف على هذه الحالة لانها بحاجة الى توضيح ففي الموضوع سرا عجيبا لابد من كشفه وتوضيحه اجتماعياو علميا . اولا وقبل كل شئ لابد ان نعرف الفرق بين اللعن والسب والشتم وكما جاء فى القران الكريم ومفهوم الكلمة العربية.اللعن تعني الطرد من الرحمة. واللعن ينصب على المحاور التي ينبغي عقائديا اعلان البراءته منها بعد وضوح البينة وقيام البرهان. واستخدمت كلمه اللعن في القران( 38) مره. منها لعن الله ابليس وكلنا يعرف سبب عصيانه في قوله تعالى ( وان عليك لعنتي الى يوم الدين)( سوره ص- 72) و لعن الله الكافرين( ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا)( سوره الاحزاب -64) ولعن الله الظالمين( الا لعنه الله على الظالمين )(هود -18) ولعن الله الذين يؤذون الله ورسوله( ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخره )(الاحزاب- 57) ولعن الله الذين يرمون المحصنات (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنو في الدنيا والاخره)( النور -23 )ولعن الله كل من يقتل مؤمنا متعمدا( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما )(النساء - 93 )ولعن الله المنافقين بقوله (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) (التوبه- 68) واخيرا لعن الله المفسدين في الارض( ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم)( محمد -22 -23)من خلال هذا الاستطراد نعرف ان الله طرد من نعمته من تعمد الاساءته للاخرين وتسبب في ايذاءهم واشهر كفره واعلن عصيانه و بعد التأكد من وضوح البينة وقيام البرهان وقد استخدم القران الكريم المواد اللغوية ذات العلاقة بالفكر والعقل والدليل والبرهان والعلم ماتزيد عن 2190 مره وهذا دليل قاطع على ان الاسلام يؤكد على الادلة والبراهين قبل النطق بالحكم على الاخرين وبما ان اكثر اصحاب المقالات انفة الذكر خالية من الادلة والبراهين اذا لا يجوز السب. واما اللعن فقطعا لايجوز تداوله والنطق به لان معناه طرد الاخر من نعمة الله بعد ثبوت العصيان والكفر وبما ان لا يزكي النفوس الا الله ولا يوجد من يمتلك النعم غير الله اذا لا يحق لاي اعلامي مهما كان موقعه او مستواه ان يلعن الاخرين لانه لا يهب النعم للاخرين ولا يملكها اصلا وفاقد الشي لا يعطيه . اما السب والشتم فانهما مترادفتان ونهى عنهما القران الكريم بقوله تعالى( ولا تسبو الذين يدعون من دون الله فيسبو الله عدوا )(الانعام -108) وهذا دليل واضح على عدم اجازة السب حتى على العدو فكيف لنا ان نتطاول بالسب والشتم على من خالفنا الرأي , وقوله تعالى في معاملة فرعون قال:( قولا له قولا لينا) وهو فرعون وقال( ص) ليس المؤمن بالسباب ولا بالطعان ولا باللعان( كنز العمال). اذن نصل الى ان السب ظاهرة اخلاقية منبوذه ومفردة سلوكية مرفوضة في نضر القران والسنة النبوية واهل البيت لان الامام علي كان يؤكد ويقول لا تسبوا (و قولوا اللهم اصلح ذات بيننا) فيا ترى بعد كل ما ذكرناه هل يجوز لنا ان نشتم الاخرين و خاصة اذ كان الشاتم هو المثقف وصاحب قلم الاصلاح والعلم والمعرفه والعالم بتعاليم الاسلام فكيف اذا بالجاهل . هذا اولا. وثانيا دعونا نتعرف على هذه الظاهرة من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي وعلى التركيبة النفسية لمن يسلك هذا السلوك العدواني . الانسان بوجهة نظرعلم النفس الاجتماعي كائن بطبيعته يميل الى الصداقة وروابط المحبة مع الاخرين الا ان البعض منهم يتقن ايذاء الاخرين من جنسه ولقد اختلف العلماء في تفسير اسباب هذه الظاهرة فمنهم من اوعزها للمؤثرات البيئيه( بيل) كالحراره والرطوبه والضوضاء ومنهم من جعل ارتفاع معدلات استمرارا العنف والثورات السياسيه هي السبب الرئيسي لهذا الظاهره ( اندرسون) وهناك من يرى ان العنف الاعلامي ومشاهدة ومتابعة التصرف العدواني المستمر من خلال وسائل الاعلام المختلفة هي السبب والدافع الرئيسي للعدوان على الاخرين ( فرويد ) .ونظرية فرويد في التنفيس تفترض ان الدافع نحو العدوان يبدأ بالتصاعد نحو الهدوء بمرور الوقت مثل الشعور بالجوع وبداية البحث عن الطعام . والسلوك العدواني عند البعض ويشمل االسب والشتم وغيرها من الظواهر السلوكية المرفوضة الاخر له اسباب ومسببات كثيرة و سنوجزها بالاسباب التاليه .1 -الاسره: فالاسرة المتفككة وعدم الاستقرار العائلي والصراعات داخل المنزل واستخدام اسلوب العدوان اللفظي ومنها السب والشتم بين الزوجين تنعكس على الاطفال وبالنتيجة يكون سلوك الاطفال العدواني هو نتاج سلوك عدوان الوالدين فالاسرة االفاشلة هي سبب مباشر في تفسخ اخلاق افرادها ومن ثم سلوكهم العدوانية كالسب والشتم . 2- المستوى الاقتصادي والاجتماعي : فالاسر ذوي المستوى الاجتماعي المنخفض يستخدمون العقاب اللفظي والبدني معا وبصوره اكبر من الطبقات الوسطى التي تميل الى العقاب النفسي مثل النبذ واللامبالاةه والتجاهل وهذا يفسر زيادة السلوك العدواني بين الطبقات الدنيا لان لكل فعل رد فعل ولكي يثبت الفرد انه مؤثر وغير منبوذ يتصرف بطريقة عدوانية لألفات النظر اليه ولو بالكلمة البذيئة وبهذا يكون السلوك العدواني اذا نتيجة اضطهاد اجتماعي اسري واضح . 3 -جماعة الاصدقاء :من المعلوم تصرفات الفرد بين الجماعة يختلف عنه في حالة الانفراد فالتصرف تحت تأثير الجماعة يقلل التفكير المنطقي ويبعد المعايير الاجتماعية التي تتحكم في العدوان ومن ثم تظهر جميع الاندفاعات العدوانية المكبوتة في مختلف الاتجاهات وهو نوع من اثبات الوجود المفقود اصلا ولذا تكون ردود الافعال عدوانية لاثبات تحررهم الخاطأ والموقت من القيود المفروضة من قبل الاسرة والمجتمع .4 -المجتمع :يعتبر المجتمع من احد الظروف الهامة المساعدة في اسباب ظهور العدوان اللفظي اذا كان المجتمع الذي يعيش فيه الفرد تغيب عنه العدالة الاجتماعية في توزيع المكاسب واشباع الحاجات لدى الفرد وتنتشر فيه مشاعر الحرمان والاحباط وضعف الانتماء والشعور بالاغتراب ويؤكد علماء النفس الاجتماعي مثل هذه المجتمعات تثير العدوان بأنواعه المختلفة كالسب والشتم وتجريح الاخرين عن قصد .ويفسر علماء النفس الاجتماعي العدوان من منظور المقاصد الكامنة وراء السلوك منطوية على الحاق الاذى بالأخرين وان كانت بالكلمة فان ذلك يعتبر عدوانا. ويرى بيركاوتز ان حالات الاحباط الشديد والفشل المتكرر يؤدي الى ظهور قدر معين من من العدوانية الذي يعتمد على كمية المشاعر السلبية الناجمة عنها وتكون مفتاحا للغضب .و الغضب بدوره يؤدي الى العدوان ومن ثم الى الانتقام ولو في الكلام البذيئ .والغضب غريزة من الصعب اقتلاعها ولكن يمكن ترويضها وتوجيهها .وغريزة الغضب ليست هي الغضب نفسه بل هي الاستعداد للتجسيد فى الاشكال السلوكية للغضب. فالغضب يترجم بملامح الوجه والحركات وبما نصدره من الكلام البذيئ . وهكذا يتبين لنا ان السب والشتم حاله مرضيه نفسيه اجتماعيه نتيجه لاسباب متعدده ومتداخله لابد من علاجها والتخلص منها وذلك بتدريب النفس على الصبر والتاني والتحليل كي لا نكون من المفسدين في الارض وسبب فى انتشار مثل هذه الظواهر السلبيه في المجتمع .و وعلينا ان نسعي الى اشهار الكلمه الطيبه والمقنعه لكي نغير في النفوس المسيئه وقال الحق( ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم)( فصلت- 34 ).وبهذا يتضح لنا علميا ودينيا ان كافه الكتابات العدوانيه الفجه على هذه الشاكله لا علاقه لها لا بالاعلام ولابالنقد ولا بحريه الرأي . لان النقد البناء يحتاج الى جهد ووقت ومثابره ودرايه اكاديميه وفهم ويحتاج قبل كل شي الى الحب فالحسد والحقد والضغينه والرغبه في الانتقام ما هي الا مشاعر عدوانيه سلبيه مرضيه تعمي البصيره وتقضى على الحريه وتغتال الديمقراطيه .ولذلك لا يمكن ان يكون المبدع حقودا حسودا وانما متسامحا واسع القلب محبا للاخرين معينا لهم. اين نحن من صفات المصطفى ص( وانك لعلى خلق عظيم)( القلم- 4),(ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضو من حولك)( ال عمران- 159) فالفظاظه والغلاظه هي من ثورات الغضب العدواني البغيض تبعد الناس عن بعضهم البعض والشخص سريع الغضب يصف بالحماقه ولا يعتمد عليه في المجتمع ويكون منبوذ من قبل الناس والجماعه ولا تحبذ ان تكون هذه الصفه من صفات الصحفي باي شكلا من الاشكال . اما التسفيه هو نوع من السخريه وتضخيم بعض سلوكيات الخصم ليكون محور سخريه الاخر فهو من اسوء السلوكيات العدوانه والغاء الاخر وامر القران الابتعاد عنها بقوله تعالى( يا ايها الذين امنو لا يسخر قوم من قوم)( الحجرات 11 - 12),وبهذا نصل الى ان الظاهره التى يمتاز بها اعلامنا في الوقت الحاضر بعيده كل البعد عن المنطق الاسلامي والعلمي والاعلامي فلننبذها ونبدء بالنقد الواعي المسؤول ولنرتقي بانفسا باعتماد الحجه بالحجه والدليل بالدليل والا سننقل امراضنا النفسيه الى افراد المجتمع ونقع كلنا بدائره مرضيه مغلقه من الصعب الخروج منها.فالسلوك العدواني هو نتاج مجتمع واسره ومؤسسات اعلاميه فاشله ولكي لا نصدر فشلنا للاخرين ولكي نحد من السلوك العدواني اياه يجب الابتعاد عن الشتم والسب واللجوء الى التسامح والحب او المقارعه بالحجج وهو اصوب الحلول المقنعه لدى الاعلامي .
د اقبال المؤمن
نشر في المثقف على الرابط التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق