ارهابي في سورية و ثوري في العراق
عنوان مثير للجدل يدفعنا لنعرف حقيقة الارهابي هذا ويمكن ان تنقلب الموازين لو عرفنا الحقيقة كاملة ... نعم هذا هو دور الاعلام اليوم هو قلب الحقائق واعادة صياغة الرأي العام تجاه فكرة ما او شخص ما .
من لا يعرف معنى واهمية الاعلام في صياغة الرأي العالم المحلي او الاقليمي و العالمي معناه لا يعرف ان يقود عشيرة صغيرة وليس بلد في عالم تتسارع به الاحداث والاحداثيات الرقمية التى اصبحت تحاصر الانسان اينما حل وارتحل ناهيك عن انتشار الاجهزة الالكترونية العالية الدقة التي بأمكان اي شخص عادي حيازتها, والتي يستطيع من خلالها ان يوثق وينشر ما يشاء الامر الذي اصبحت وكالات الاعلام تتصارع فيما بينها لاجل أقتناء هذه المواد الموثقة وبأسعار مغرية اضافة الى المسابقات والمهرجات التى تقيمها والدورات التدريبة لتأهيل منتسبيها ما يلفت انتباه القاصي والدني لا همية الاعلام .
فتحولت اليوم السلطة الرابعة بهذه الجهود الى السلطة الاولى والاقوى في التأثير و التغيير بحيث تستطيع هذه السلطة ان ترفع اي كائن او اي فكر بشري او اي دولة ما الى اعلى المراتب او ان تحط من قدرها الى اسفل السافلين لانها اصبحت تمتلك جيش من الاعلاميين على مستوى الاعلام المواطنتاي الذي حطم كل نظريات الاعلام السابقه التى أعتمدت افكار ضيقه واديولوجيات تخدم مصالح فئات معينة وعلى مستوى الاعلام المهني المدرب على احدث الاساليب وارقى التكنلوجيات .
وبما ان الاعلام اصبح بمتناول الجميع بات بأمكان اي شخص هاوي او محترف ان ينشأ قناة على اليتوب او موقع الكتروني او مدونه شخصية او موقع الكتروني او حتى مؤسسات اعلامية متكاملة ومن خلال المواقع الاجتماعية المتعددة كتويتر والفيسبوك و
myspace, Google + ,Digg , Tumbler , Linkeedin , Reddit , keek ,friendster ,meetup
وغيرها الكثير ان يغزو العالم بأفكارة ولذا لجأت اغلب القنوات والبرامج والشركات والحكومات وشخصيات سياسية ورياضة ان تنشأ صفحات على هذه المواقع ذات التواصل الاجتماعي لتسوق ارائها ومشاريعها وكسب الجهمور العريض لها .
وبدون تكلفة تذكر او ربما بمبالغ رمزية لا تكاد تذكر , ناهيك عن ان هذه المنتجات الفردية المواطناتية ساعد ت الكثير من المؤسسات التربوية والقضائية والبيئية من خلال رصدها الدقيق كشفت المجرمين والمتجاوزين ورصدت التغيرات على كل المستويات ومن كل العالم .واي صورة او فديو او خبر مهما كان حجمه او قيمته المعلوماتية ينتشر بسرعة البرق كالنار بالهشيم ليؤثر في المتلقي ويغير الكثر من المفاهم لصالح من بيده دفة هذا الاعلام .
ولم يقف الاعلام المواطناتي عند هذا الحد بل راح يرصد كل كلمة وكل حركة وكل موقف وخاصة في المجاليين الاجتماعي والسياسي لانها اقرب ما تكون للمواطن العادي ناهيك عما يحيك حولها المتلقي من اضافات قصصية وطرائف و تعليقات وصلت الى حد ان يعتزل السياسي او الرياضي او الفنان من جراء ذلك .
المهم هنا هو استعمال اسلوب الاثارة والمتناقضات وعلى غرار رجل يعض كلبا او غانية تصبح قديسة او فيديو فاضح لاستاذ جامعي هذه الاساليب المثيرة هي التي تقلب و قلبت كل الموازين في عالم انفجاري متسارع في كل شئ .
هذه السرعة التى اصبحت سمة العصر ابعدت الكثير عن القراءة الجادة والتحليل والتدقيق في المعلومات لذا تسيد الشك والريبة تجاه الكثير مما نسمع اونقرأ ولكن القبول و الانتشار اصبح هو سيد الموقف لكافة الاخبار و الاحداث بغض النظر عن الشكوك و المصداقية والاحتمالات .
لذا يتقبل الكثير منا اغلب ما قيل و يقال بما فيها الخرافات واحيانا حتى مالا يقبله العقل لانها تسوق بشكل مهني .
ومن هنا يتطلب ان تكون للعراق مؤسسة اعلامية مهنية تستوعب كل هذه المتغيرات ولها القدرة ان تدير دفة الرأي العالم لصالحها .
في بلدان احترام الرأي و الرأي الاخر او الكلمة الحرة سنت قوانيين ومواثيق تحاسب من يسئ استعمال الكلمة والوسائل الاعلامية المنتشرة وجهزت وسائل دفاعية فكرية وقنوات وبرامج لكشف الاكاذب وبأسرع مما نتخيل وساد منطق حريتك تقف عند حرية الاخرين واي تجاوز على اي شخص تحاسب عليه وليس من حقك ان تقول للمثلي انك شاذ او للملحد انت ملحد ولا يسمح لك ان تحاسب اي من كان بوجود القانون لان لا شرعية الا للقانون الذي يساوي بين الكل بغض النظر عن الانتماءات او الطوائف و الاحزاب والمذاهب . لك الحق ان تعتقد بما تشاء ولكن لا تقحم الاخر بمعتقدك .
اما في بلداننا العربية اصبحت اغلب الوسائل الاعلامية النمطية والمواطناتية والمواقع الاجتماعية تعج بالاشاعات والتفاهات والمغالطات و بات الكذب والاشاعات من يتسيد الموقف وترك لهما الحبل على الغارب بدون محاسبه لان قادة المجتمعات العربية يتصارعون فيما بينهم على اشياء باتت ديناصورية بوجهة نظر العالم المتحضر ولاتخدم حتى الحيوانات في بلدانهم . اما في بلداننا لازلنا نعتمد مبدأ الاجترار في الافكار الموروثة و العادات والتقاليد التى اكل الدهر عليها وشرب بدلا من التغيير والتمحيص ونبذ الاشياء المغلوطة او المشكوك بها الامر الذي تسيدت الفوضى والاساليب الاجرامية و الحروب الاعلامية الكيدية و الويل الويل لمن يستعمل عقله في الرد عليها .
و لن يكتفى بهذا القدر بل فتحت عشرات القنوات الفضائية التي تطبل لهذا الاجترار الفكري وعلى كل المستويات في السياسة والدين والتربيه لذا اصبحنا شعوب ميؤوس منها على الاطلاق تروج للقتل والدمار والطائفية و التخلف وكره الاخر والعلاج بفضلات الحيوانات و الشعوذة والعبودية .
شعوب جمدت عقولها وسمحت للاخر أن يفكر بدلا عنها تجلس اسبوعيا لتستمع لشيوخ لا تفرق بين الناقة والجمل ولم ولن نرى شخصا ما يرد عليها او يناقشها لذ اشتعلت الساحة بشيوخ النكاح ومجاهدي النكاح و فتاوى وكرامات ما انزل الله بها من سلطان لشيوخ الغفلة هؤلاء .
لو رصدنا اليوم ما يجري على الساحة العراقية اعلاميا لرأينا العجب .. فضائيات وسياسيين ومثقفين كل يغني على ليلاه وليلى العراق عليلة ..
الضمير الاعلامي العراقي دخل في غيبوبة مفتعلة مدفوعة الاجر قنوات تبث من انحاء المعمورة وكل منها له مصلحة في كيكة العراق لذا سوقوا لنا الجانب الذي يروق لهم وبالمقابل فشل الاعلام الرسمي او الشبه الرسمي للتصدي لهذا الاعلام واصبح الشارع العراقي يصف الاعلام الشبه الرسمي بأنه يخوط جنب الاستكان ..
نعم لم نر تحليل منطقي ولا رصد دقيق للاحداث لم نسمع ردود دامغة حول الاشاعات والاكاذيب التى تقلق الشارع العراقي لم نلمس متابعة جادة لما يجري من احداث في العراق ولكن رصدها الجانب الاخر بما يخدم مصالحه.
هل احد منكم يعرف من يمثل العراق اعلاميا ؟
ادخل على كوكل واكتب الاعلام العراقي ستجد حتى داعش تمثل الاعلام العراقي الالاف المؤلفه كلها تتحدث باسم العراق.
علما وحسب الوثائق المنشورة ان القناة العراقية و شبكة الاعلام العراقي لا تمثل الاعلام العراقي الرسمي لانها حسب بيان التأسيس شبكة مستلقة لها وضع الشخصية المعنوية ... وبما ان المحاصصة في العراق تشمل كل شئ نري كل من يترأس هذه الشبكة يضفي عليها لونه وفكره فأذا كان الشخص من حزب الدعوة تعكس ادبيات هذا الحزب وان ترأسها من الحزب الاسلامي او الشيوعي او اي شخص اخر تترجم الشبكة اعمال تلك الجهة . ولهذا في زمن علاوي كانت علاوية و عندما ترأسها الصدريين اصبحت صدرية والان يقال عنها انها مالكية وهكذا !!
وهذا يعني انها لا تمثل الصوت الرسمي للعراق وبكل وسائلها لا القناة العراقية ولا جريدة الصباح ولا مجلة الشبكة , اما المركز الخبري فهو طارئ على الشبكة ولا يوجد كتاب رسمي او قرار يشير على انه تابع او يمثل الشبكة وانما حسب ما كتب عنه بأنه يمثل مجموعة من الشباب يتقاضون اجورا مادية عن كل خبر بغض النظر عن اهميته وانيته بحيث يصل ما يتقاضاه المراسل الواحد من ناقلي الاخبار هؤلاء الى 9 ملايين دينار عراقي شهريا واخبارهم يعد وجودها او عدم وجودها سيان لان مصادرهم محدودة كأن يكون نائب او اثنيين وليس لهم ثقل على الساحة السياسية ناهيك عن ان اغلبهم لا صلة لهم بالاعلام المتخصص على الاطلاق .
وهذا ما يفسر لنا بأنه لا يوجد اعلام رسمي عراقي وانما جهوي يمثل من يترأس المؤسسة ناهيك عن عشرات القنوات التي تمثل الكتل والاحزاب والشخصيات بغض النظر عن وطنيتها او مهنيتها .
لذلك لا نراها تواكب الاحداث العراقية اولا بأول ولم تتفق ولو مرة واحدة على مصلحة العراق في اي حال من الاحوال ولا يمكن اعتبارها بأنها تمثل لسان حال الوطن والشعب .
الشارع العراقي بهذا الفراغ الاعلامي الرسمي اصبح يتلقف كل شئ ومن مختلف القنوات ويكرره الامر الذي اضعف تأثير دور الحكومة و اخفقت في تسويق انجازاتها لان الاعلام المجند ضد العراق اعد العدة لصياغة رأي عراقي معادي للعملية السياسية ونجح نوعا ما لذا نجد احكام الشارع العراقي على الاداء الحكومي لا يرتقي لمستوى القبول لان سبق السيف العذل بتغلغل الاعلام المعادي .. فتشتت الاراء و حدث فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب العراقي .
دعونا نتصور الاحداث الاخيرة في العراق وخاصة الحرب على الارهاب كيف صورها لنا الاعلام المجند من قبل السعودية و اخواتها :
- صوروا لنا الجيش العراقي الاتحادي بأنه جيش المالكي او مليشيات المالكي !
- داعش الارهابية والتى قتلت وذبحت الشعب السوري والتى لا تختلف اجراما عن القاعدة والنصرة ولكن بمجرد انها عبرت الحدود من سوريا الى العراق اصبح يطلق عليها ثوار في الانبار !.
- طائفي سياسي فاشل و محرض على الارهاب يتقاضى راتب خيالي وحماية و املاك منقولة وغير منقولة ومطلوب للقضاء وصادر بحقه حكم يصبح بقدرة قادر رمز ومظلوم ويجب ان يطلق صراحه !
- جيش العراق بعدته وعديده ومنتسبيه وتشكيلاته التي تضم كل مكونات واطياف الشعب العراقي يصبح طائفي ولا يمثل العراق وانما جيش الشيعة !
- القاعدة وداعش تفتك بالعباد في الفلوجة والانبار وتتهدد وتتوعد الجيش العراقي صورها لنا الاعلام المضاد بأنهم كم شخص متمرد وليس لهم تأثير والفلوجة بأيادي امينه !
- صوروا لنا بان ساسة العراق يفتقرون للمصداقية و الشفافية والدقة في نقل المعلومة وهمهم الوحيد تقاسم الكعكة العراقية !.
- صورو لنا حرب الجيش ضد الارهاب بأنه ضد الطائفة السنية وبدعم ايراني وهناك حرب شوارع و بمثابة حرب علي ع على معاوية !.
- واخيرا نشرت الكثير من الصور لدبابات امريكية محروقة على انها من دبابات الجيش العراقي حرقها ثوار اقصد ارهابي داعش وكذلك سقوط لطائرة هليكوبتر قديمة على انها من الانجازات الثورية الداعشية !
وغيرها الكثير الكثير من المقالات والتصريحات والتعليقات و الصور والتويترات وما الى ذلك التى خلطت الحابل بالنابل ...
ولكن ما هو رد الاعلام العراقي الرسمي او الشبه رسمي او الوطني سمه ماشئت على هذه الاراء المفبركة بالصوت والصورة ...
للاسف لم نر او نسمع ردود تشفي غليلنا ولو على مبدأ اضعف الايمان لكي نطمئن الشارع العراقي ويثق بقادته . علما ان امريكا وروسيا وايران والاتحاد الاوربي و مجلس الامن الدولي اعلنوا تأيدهم لهذه الحرب ضد الارهاب رسميا وعلى استعداد لمساعدة العراق .
ولكن لم يسمع الشعب العراقي من اعلامه ذلك لا بتحليل ولا بتعليق ولا بلقاء ومر الخبر مر الكرام , و لو كان الاعلام بأيادي مهنية لقلب كل الموازين بهذه الاخبار وادار دفة الرأي العام العراقي لصالح الجيش والحكومة .
لذا لابد على الحكومة العراقية ان تراجع بناء المشهد الاعلامي العراقي و بجدية لا تقل اهمية عن جدية الحرب ضد الارهاب وذلك لان ما تكسبه من نجاح في القضاء على الارهاب سيخطف من قبل الارهاب اعلاميا ان لم تعالج المشهد وعليه يجب :
اولا: تحديد مصدر صناعة الخبر السياسي العراقي ويلزلم الاعلام الاخر بمختلف توجهاته الالتزام به . بمعنى لا يحق لكل من هب ودب ان يصرح بأسم الحكومة او البرلمان او اي وزارة عراقية الا ما تحدده الجهة الممثلة رسميا .
ثانيا :لا يحق لاي نائب ان يصرح بما يتناقض مع الدستور هذا اذا ما اعتبر الدستور هو الفيصل في العملية السياسية , و تعتبر المكاتب الاعلامية التابعه للنواب غير رسميه وانما تمثل وجهة نظر النائب فقط , يلزم النائب ان يناقش القضايا المصيرية والامنية داخل البرلمان فقط واي تسريب يحاسب عليه .
ثالثا :على الحكومة ان تعلن رسميا اسماء ممثليها الاعلاميين لكل مؤسسة حكومية واعتبارها جهة موثوق بها لنقل الاخبار والحقائق . لاننا لا نعرف حتى الساعة من هو الممثل الاعلامي الرسمي للحكومة او البرلمان او وزارة الدفاع او غيرها .
رابعا : انشاء مكتب اعلام حكومي رسمي من هؤلاء الممثليين الاعلامين ويعد بمثابه وكالة لصنع اخبار العراق وهذا لا يتناقض لا مع الدستور ولا مع حرية الراي وانما تلزم الاخر بعدم الترويج للكذب و الحد من الاشاعات التى تفتك بالشعب .
خامسا : تسليم الاعلام الحكومي بأيادي مهنية اعلامية لها باع طويل بهذا المجال وتشكيل لجنة خبراء للدراسة والبحث الاعلامي لتزويد السلطات بما يجري على الصعيد المحلي والدولي ليكونوا في الصورة ولا تتضارب ارائهم .
لابد من الاشارة الى ان الاعلام ليس ادارة صحيفة ما او مجلة او قناة ما
الاعلام علم اعدت له الدول كليات ومعاهد ومدارس تدرس بها كافة العلوم السياسية والاجتماعية والنفسية والادبية و مجهزة بكافة المعدات واحدث التقنيات وتحرص على زجهم في دورات تلو الدورات لمواكبة احدث التطورات .
وللاعلام وسائل اصبحت اليوم بتاول الجميع منها الورقية والصوتية والمرئية والالكترونية وهذا يعني ادارة مثل هذه المؤسسات تتطلب من هو اهلا لها.
وهذا ينطبق ايضاعلى كلية الاعلام في العراق التى لازالت المقررات الدرسية فيها هي هي منذ ان كانت قسم تابعة لكلية الادب و حسب ما قال لي احد المدرسين بأن الجماعة ملتهين بتجارة السيارات والعقارات والايفادات فلا يوجد لديهم وقت للتغيير والارتقاء بالكلية ناهيك عن الخلافات فيما بينهم .
واخيرا وليس اخرا نحن بحاجة الى صدمة تنتشلنا من غرورنا المتمثل باننا نواكب العصر ونجاري الدول في تقدمها ومهنيتها الاعلامية وعسى ولعل هذه الخبر ينفع :
يقال ان عام 1746 اعلنت صحيفة انجليزية عن اقامة أكبر عرض للحمير، وبعد تجمع الناس لم يشاهدوا الا أنفسهم ...
د أقبال المؤمن
عنوان مثير للجدل يدفعنا لنعرف حقيقة الارهابي هذا ويمكن ان تنقلب الموازين لو عرفنا الحقيقة كاملة ... نعم هذا هو دور الاعلام اليوم هو قلب الحقائق واعادة صياغة الرأي العام تجاه فكرة ما او شخص ما .
من لا يعرف معنى واهمية الاعلام في صياغة الرأي العالم المحلي او الاقليمي و العالمي معناه لا يعرف ان يقود عشيرة صغيرة وليس بلد في عالم تتسارع به الاحداث والاحداثيات الرقمية التى اصبحت تحاصر الانسان اينما حل وارتحل ناهيك عن انتشار الاجهزة الالكترونية العالية الدقة التي بأمكان اي شخص عادي حيازتها, والتي يستطيع من خلالها ان يوثق وينشر ما يشاء الامر الذي اصبحت وكالات الاعلام تتصارع فيما بينها لاجل أقتناء هذه المواد الموثقة وبأسعار مغرية اضافة الى المسابقات والمهرجات التى تقيمها والدورات التدريبة لتأهيل منتسبيها ما يلفت انتباه القاصي والدني لا همية الاعلام .
فتحولت اليوم السلطة الرابعة بهذه الجهود الى السلطة الاولى والاقوى في التأثير و التغيير بحيث تستطيع هذه السلطة ان ترفع اي كائن او اي فكر بشري او اي دولة ما الى اعلى المراتب او ان تحط من قدرها الى اسفل السافلين لانها اصبحت تمتلك جيش من الاعلاميين على مستوى الاعلام المواطنتاي الذي حطم كل نظريات الاعلام السابقه التى أعتمدت افكار ضيقه واديولوجيات تخدم مصالح فئات معينة وعلى مستوى الاعلام المهني المدرب على احدث الاساليب وارقى التكنلوجيات .
وبما ان الاعلام اصبح بمتناول الجميع بات بأمكان اي شخص هاوي او محترف ان ينشأ قناة على اليتوب او موقع الكتروني او مدونه شخصية او موقع الكتروني او حتى مؤسسات اعلامية متكاملة ومن خلال المواقع الاجتماعية المتعددة كتويتر والفيسبوك و
myspace, Google + ,Digg , Tumbler , Linkeedin , Reddit , keek ,friendster ,meetup
وغيرها الكثير ان يغزو العالم بأفكارة ولذا لجأت اغلب القنوات والبرامج والشركات والحكومات وشخصيات سياسية ورياضة ان تنشأ صفحات على هذه المواقع ذات التواصل الاجتماعي لتسوق ارائها ومشاريعها وكسب الجهمور العريض لها .
وبدون تكلفة تذكر او ربما بمبالغ رمزية لا تكاد تذكر , ناهيك عن ان هذه المنتجات الفردية المواطناتية ساعد ت الكثير من المؤسسات التربوية والقضائية والبيئية من خلال رصدها الدقيق كشفت المجرمين والمتجاوزين ورصدت التغيرات على كل المستويات ومن كل العالم .واي صورة او فديو او خبر مهما كان حجمه او قيمته المعلوماتية ينتشر بسرعة البرق كالنار بالهشيم ليؤثر في المتلقي ويغير الكثر من المفاهم لصالح من بيده دفة هذا الاعلام .
ولم يقف الاعلام المواطناتي عند هذا الحد بل راح يرصد كل كلمة وكل حركة وكل موقف وخاصة في المجاليين الاجتماعي والسياسي لانها اقرب ما تكون للمواطن العادي ناهيك عما يحيك حولها المتلقي من اضافات قصصية وطرائف و تعليقات وصلت الى حد ان يعتزل السياسي او الرياضي او الفنان من جراء ذلك .
المهم هنا هو استعمال اسلوب الاثارة والمتناقضات وعلى غرار رجل يعض كلبا او غانية تصبح قديسة او فيديو فاضح لاستاذ جامعي هذه الاساليب المثيرة هي التي تقلب و قلبت كل الموازين في عالم انفجاري متسارع في كل شئ .
هذه السرعة التى اصبحت سمة العصر ابعدت الكثير عن القراءة الجادة والتحليل والتدقيق في المعلومات لذا تسيد الشك والريبة تجاه الكثير مما نسمع اونقرأ ولكن القبول و الانتشار اصبح هو سيد الموقف لكافة الاخبار و الاحداث بغض النظر عن الشكوك و المصداقية والاحتمالات .
لذا يتقبل الكثير منا اغلب ما قيل و يقال بما فيها الخرافات واحيانا حتى مالا يقبله العقل لانها تسوق بشكل مهني .
ومن هنا يتطلب ان تكون للعراق مؤسسة اعلامية مهنية تستوعب كل هذه المتغيرات ولها القدرة ان تدير دفة الرأي العالم لصالحها .
في بلدان احترام الرأي و الرأي الاخر او الكلمة الحرة سنت قوانيين ومواثيق تحاسب من يسئ استعمال الكلمة والوسائل الاعلامية المنتشرة وجهزت وسائل دفاعية فكرية وقنوات وبرامج لكشف الاكاذب وبأسرع مما نتخيل وساد منطق حريتك تقف عند حرية الاخرين واي تجاوز على اي شخص تحاسب عليه وليس من حقك ان تقول للمثلي انك شاذ او للملحد انت ملحد ولا يسمح لك ان تحاسب اي من كان بوجود القانون لان لا شرعية الا للقانون الذي يساوي بين الكل بغض النظر عن الانتماءات او الطوائف و الاحزاب والمذاهب . لك الحق ان تعتقد بما تشاء ولكن لا تقحم الاخر بمعتقدك .
اما في بلداننا العربية اصبحت اغلب الوسائل الاعلامية النمطية والمواطناتية والمواقع الاجتماعية تعج بالاشاعات والتفاهات والمغالطات و بات الكذب والاشاعات من يتسيد الموقف وترك لهما الحبل على الغارب بدون محاسبه لان قادة المجتمعات العربية يتصارعون فيما بينهم على اشياء باتت ديناصورية بوجهة نظر العالم المتحضر ولاتخدم حتى الحيوانات في بلدانهم . اما في بلداننا لازلنا نعتمد مبدأ الاجترار في الافكار الموروثة و العادات والتقاليد التى اكل الدهر عليها وشرب بدلا من التغيير والتمحيص ونبذ الاشياء المغلوطة او المشكوك بها الامر الذي تسيدت الفوضى والاساليب الاجرامية و الحروب الاعلامية الكيدية و الويل الويل لمن يستعمل عقله في الرد عليها .
و لن يكتفى بهذا القدر بل فتحت عشرات القنوات الفضائية التي تطبل لهذا الاجترار الفكري وعلى كل المستويات في السياسة والدين والتربيه لذا اصبحنا شعوب ميؤوس منها على الاطلاق تروج للقتل والدمار والطائفية و التخلف وكره الاخر والعلاج بفضلات الحيوانات و الشعوذة والعبودية .
شعوب جمدت عقولها وسمحت للاخر أن يفكر بدلا عنها تجلس اسبوعيا لتستمع لشيوخ لا تفرق بين الناقة والجمل ولم ولن نرى شخصا ما يرد عليها او يناقشها لذ اشتعلت الساحة بشيوخ النكاح ومجاهدي النكاح و فتاوى وكرامات ما انزل الله بها من سلطان لشيوخ الغفلة هؤلاء .
لو رصدنا اليوم ما يجري على الساحة العراقية اعلاميا لرأينا العجب .. فضائيات وسياسيين ومثقفين كل يغني على ليلاه وليلى العراق عليلة ..
الضمير الاعلامي العراقي دخل في غيبوبة مفتعلة مدفوعة الاجر قنوات تبث من انحاء المعمورة وكل منها له مصلحة في كيكة العراق لذا سوقوا لنا الجانب الذي يروق لهم وبالمقابل فشل الاعلام الرسمي او الشبه الرسمي للتصدي لهذا الاعلام واصبح الشارع العراقي يصف الاعلام الشبه الرسمي بأنه يخوط جنب الاستكان ..
نعم لم نر تحليل منطقي ولا رصد دقيق للاحداث لم نسمع ردود دامغة حول الاشاعات والاكاذيب التى تقلق الشارع العراقي لم نلمس متابعة جادة لما يجري من احداث في العراق ولكن رصدها الجانب الاخر بما يخدم مصالحه.
هل احد منكم يعرف من يمثل العراق اعلاميا ؟
ادخل على كوكل واكتب الاعلام العراقي ستجد حتى داعش تمثل الاعلام العراقي الالاف المؤلفه كلها تتحدث باسم العراق.
علما وحسب الوثائق المنشورة ان القناة العراقية و شبكة الاعلام العراقي لا تمثل الاعلام العراقي الرسمي لانها حسب بيان التأسيس شبكة مستلقة لها وضع الشخصية المعنوية ... وبما ان المحاصصة في العراق تشمل كل شئ نري كل من يترأس هذه الشبكة يضفي عليها لونه وفكره فأذا كان الشخص من حزب الدعوة تعكس ادبيات هذا الحزب وان ترأسها من الحزب الاسلامي او الشيوعي او اي شخص اخر تترجم الشبكة اعمال تلك الجهة . ولهذا في زمن علاوي كانت علاوية و عندما ترأسها الصدريين اصبحت صدرية والان يقال عنها انها مالكية وهكذا !!
وهذا يعني انها لا تمثل الصوت الرسمي للعراق وبكل وسائلها لا القناة العراقية ولا جريدة الصباح ولا مجلة الشبكة , اما المركز الخبري فهو طارئ على الشبكة ولا يوجد كتاب رسمي او قرار يشير على انه تابع او يمثل الشبكة وانما حسب ما كتب عنه بأنه يمثل مجموعة من الشباب يتقاضون اجورا مادية عن كل خبر بغض النظر عن اهميته وانيته بحيث يصل ما يتقاضاه المراسل الواحد من ناقلي الاخبار هؤلاء الى 9 ملايين دينار عراقي شهريا واخبارهم يعد وجودها او عدم وجودها سيان لان مصادرهم محدودة كأن يكون نائب او اثنيين وليس لهم ثقل على الساحة السياسية ناهيك عن ان اغلبهم لا صلة لهم بالاعلام المتخصص على الاطلاق .
وهذا ما يفسر لنا بأنه لا يوجد اعلام رسمي عراقي وانما جهوي يمثل من يترأس المؤسسة ناهيك عن عشرات القنوات التي تمثل الكتل والاحزاب والشخصيات بغض النظر عن وطنيتها او مهنيتها .
لذلك لا نراها تواكب الاحداث العراقية اولا بأول ولم تتفق ولو مرة واحدة على مصلحة العراق في اي حال من الاحوال ولا يمكن اعتبارها بأنها تمثل لسان حال الوطن والشعب .
الشارع العراقي بهذا الفراغ الاعلامي الرسمي اصبح يتلقف كل شئ ومن مختلف القنوات ويكرره الامر الذي اضعف تأثير دور الحكومة و اخفقت في تسويق انجازاتها لان الاعلام المجند ضد العراق اعد العدة لصياغة رأي عراقي معادي للعملية السياسية ونجح نوعا ما لذا نجد احكام الشارع العراقي على الاداء الحكومي لا يرتقي لمستوى القبول لان سبق السيف العذل بتغلغل الاعلام المعادي .. فتشتت الاراء و حدث فجوة كبيرة بين الحكومة والشعب العراقي .
دعونا نتصور الاحداث الاخيرة في العراق وخاصة الحرب على الارهاب كيف صورها لنا الاعلام المجند من قبل السعودية و اخواتها :
- صوروا لنا الجيش العراقي الاتحادي بأنه جيش المالكي او مليشيات المالكي !
- داعش الارهابية والتى قتلت وذبحت الشعب السوري والتى لا تختلف اجراما عن القاعدة والنصرة ولكن بمجرد انها عبرت الحدود من سوريا الى العراق اصبح يطلق عليها ثوار في الانبار !.
- طائفي سياسي فاشل و محرض على الارهاب يتقاضى راتب خيالي وحماية و املاك منقولة وغير منقولة ومطلوب للقضاء وصادر بحقه حكم يصبح بقدرة قادر رمز ومظلوم ويجب ان يطلق صراحه !
- جيش العراق بعدته وعديده ومنتسبيه وتشكيلاته التي تضم كل مكونات واطياف الشعب العراقي يصبح طائفي ولا يمثل العراق وانما جيش الشيعة !
- القاعدة وداعش تفتك بالعباد في الفلوجة والانبار وتتهدد وتتوعد الجيش العراقي صورها لنا الاعلام المضاد بأنهم كم شخص متمرد وليس لهم تأثير والفلوجة بأيادي امينه !
- صوروا لنا بان ساسة العراق يفتقرون للمصداقية و الشفافية والدقة في نقل المعلومة وهمهم الوحيد تقاسم الكعكة العراقية !.
- صورو لنا حرب الجيش ضد الارهاب بأنه ضد الطائفة السنية وبدعم ايراني وهناك حرب شوارع و بمثابة حرب علي ع على معاوية !.
- واخيرا نشرت الكثير من الصور لدبابات امريكية محروقة على انها من دبابات الجيش العراقي حرقها ثوار اقصد ارهابي داعش وكذلك سقوط لطائرة هليكوبتر قديمة على انها من الانجازات الثورية الداعشية !
وغيرها الكثير الكثير من المقالات والتصريحات والتعليقات و الصور والتويترات وما الى ذلك التى خلطت الحابل بالنابل ...
ولكن ما هو رد الاعلام العراقي الرسمي او الشبه رسمي او الوطني سمه ماشئت على هذه الاراء المفبركة بالصوت والصورة ...
للاسف لم نر او نسمع ردود تشفي غليلنا ولو على مبدأ اضعف الايمان لكي نطمئن الشارع العراقي ويثق بقادته . علما ان امريكا وروسيا وايران والاتحاد الاوربي و مجلس الامن الدولي اعلنوا تأيدهم لهذه الحرب ضد الارهاب رسميا وعلى استعداد لمساعدة العراق .
ولكن لم يسمع الشعب العراقي من اعلامه ذلك لا بتحليل ولا بتعليق ولا بلقاء ومر الخبر مر الكرام , و لو كان الاعلام بأيادي مهنية لقلب كل الموازين بهذه الاخبار وادار دفة الرأي العام العراقي لصالح الجيش والحكومة .
لذا لابد على الحكومة العراقية ان تراجع بناء المشهد الاعلامي العراقي و بجدية لا تقل اهمية عن جدية الحرب ضد الارهاب وذلك لان ما تكسبه من نجاح في القضاء على الارهاب سيخطف من قبل الارهاب اعلاميا ان لم تعالج المشهد وعليه يجب :
اولا: تحديد مصدر صناعة الخبر السياسي العراقي ويلزلم الاعلام الاخر بمختلف توجهاته الالتزام به . بمعنى لا يحق لكل من هب ودب ان يصرح بأسم الحكومة او البرلمان او اي وزارة عراقية الا ما تحدده الجهة الممثلة رسميا .
ثانيا :لا يحق لاي نائب ان يصرح بما يتناقض مع الدستور هذا اذا ما اعتبر الدستور هو الفيصل في العملية السياسية , و تعتبر المكاتب الاعلامية التابعه للنواب غير رسميه وانما تمثل وجهة نظر النائب فقط , يلزم النائب ان يناقش القضايا المصيرية والامنية داخل البرلمان فقط واي تسريب يحاسب عليه .
ثالثا :على الحكومة ان تعلن رسميا اسماء ممثليها الاعلاميين لكل مؤسسة حكومية واعتبارها جهة موثوق بها لنقل الاخبار والحقائق . لاننا لا نعرف حتى الساعة من هو الممثل الاعلامي الرسمي للحكومة او البرلمان او وزارة الدفاع او غيرها .
رابعا : انشاء مكتب اعلام حكومي رسمي من هؤلاء الممثليين الاعلامين ويعد بمثابه وكالة لصنع اخبار العراق وهذا لا يتناقض لا مع الدستور ولا مع حرية الراي وانما تلزم الاخر بعدم الترويج للكذب و الحد من الاشاعات التى تفتك بالشعب .
خامسا : تسليم الاعلام الحكومي بأيادي مهنية اعلامية لها باع طويل بهذا المجال وتشكيل لجنة خبراء للدراسة والبحث الاعلامي لتزويد السلطات بما يجري على الصعيد المحلي والدولي ليكونوا في الصورة ولا تتضارب ارائهم .
لابد من الاشارة الى ان الاعلام ليس ادارة صحيفة ما او مجلة او قناة ما
الاعلام علم اعدت له الدول كليات ومعاهد ومدارس تدرس بها كافة العلوم السياسية والاجتماعية والنفسية والادبية و مجهزة بكافة المعدات واحدث التقنيات وتحرص على زجهم في دورات تلو الدورات لمواكبة احدث التطورات .
وللاعلام وسائل اصبحت اليوم بتاول الجميع منها الورقية والصوتية والمرئية والالكترونية وهذا يعني ادارة مثل هذه المؤسسات تتطلب من هو اهلا لها.
وهذا ينطبق ايضاعلى كلية الاعلام في العراق التى لازالت المقررات الدرسية فيها هي هي منذ ان كانت قسم تابعة لكلية الادب و حسب ما قال لي احد المدرسين بأن الجماعة ملتهين بتجارة السيارات والعقارات والايفادات فلا يوجد لديهم وقت للتغيير والارتقاء بالكلية ناهيك عن الخلافات فيما بينهم .
واخيرا وليس اخرا نحن بحاجة الى صدمة تنتشلنا من غرورنا المتمثل باننا نواكب العصر ونجاري الدول في تقدمها ومهنيتها الاعلامية وعسى ولعل هذه الخبر ينفع :
يقال ان عام 1746 اعلنت صحيفة انجليزية عن اقامة أكبر عرض للحمير، وبعد تجمع الناس لم يشاهدوا الا أنفسهم ...
د أقبال المؤمن