الغائب الحاضر سعد قيس مرادونا
بهذا اللقب توج الجمهور العراقي الرياضي الكابتن سعد قيس الذي احبه وتغنى بأنتصاراته وتألم لالمه
سعد قيس نعمان المكنى بأبي محمد كانت بداياته الكرويه مع شباب الشرطة عام 1982, خاض اكثر من 70 مبارات دولية بين 1987- 1994, يعد افضل لاعب في العراق لعام 1991 . تم اختياره ثالث افضل لاعب في اسيا عام 1993 وكان ضمن افضل 11 لاعب في اسيا عام 1994 .
هداف تصفيات كأس العالم الدور الاول عام 1993 , لعب كمحترف في نادي الريان القطري عام 1994-1995 و نادي الوكر القطري عام 1996- 1997 ونادي السلام زغرتا
اللبناني 1999-2000 و نادي شباب باتنه الجزائري عام 1995-1996.
الكابتن سعد قيس كان ولا يزال رمزا من رموز ابطال كرة القدم العراقية و حاضرا بقوة في ذاكرة محبيه والتاريخ الكروي العراقي .
فالبلدان لا تبنى ولا تتقدم ولا تتطور ولا تعرف الا بشعوبها و أنجازات ابنائها . مرادونا العراق واحد من هؤلاء الابناء الذي اعطى الكثير لشعبه ووطنه فصفق له من صفق وكتب عنه من كتب لمهاراته الكروية و نجاحاته الرياضية على الصعيد المحلي والاقليمي والاسيوي فاذا ذكر تاريخ العراق الكروي لا يجرأ احد على ان يتجاهل دور الكابتن سعد قيس في تصفيات كاس العالم لعام 1993
الكابتن سعد قيس اجبرته الضروف الصعبة ان يترك الملعب والوطن و هو في عز تألقه الا ان اي متابع اعلامي يجد سعد قيس متواجد على الصعيد الاجتماعي بقوة له من المعجبين والمتابعين ما تتخطاه حدود الوطن الامر الذي دفعني لاجراء هذا اللقاء فوجدت فيه الانسان المحب لارضه ووطنه واهله ومعجبه .
ساهم الكابتن بتعرية النظام البائد قبل السقوط و بروح رياضية عتب على النظام الحالي لتهميشه اصحاب الخبرة والكفاءات العالية .
اخجلنا كرمه وتواضعه و اذهلنا تعلقه بكل العادات والتقاليد العراقية الاصليه . كان اللقاء معه مثمرا سلسا ممتعا كروحه الرياضية الامر الذي فاق توقعاتنا لما يحوي في جعبته من الاراء والاخبار والمتابعات فبلمسك افتتحنا الحديث وبالمسك ختمنا الحوارفجاء كالتالي :
س : أين الكابتن سعد قيس من عالم الرياضه اليوم ؟
ج : أنا وسط هذا العالم الرياضي لان كانت حياتي رياضة واصبح عالمي اليوم رياضة ففي الحالتين لم ابعد عن هذا العالم . فأنا متابع جيد للمشهد الرياضي عالميا وعراقيا على صعيد البطولات والاندية و كل ما يخص عالم الرياضة ثم انا اليوم في طور الاعداد و الاستعداد لعالم التدريب من بابه العلمي لذا انهيت اكثر من دورة تدريبة في دول اوربية وحصلت على شهادات تأهيلية لخوض عالم التدريب الرياضي ناهيك عن متابعة ومشاهدة كل ما هو جديد ويخدم تطور الرياضة على كل الاصعدة ثم في الفترة الاخيرة قرأت الكثير عن خطط و سياسات مختلف المدربيين العالميين في مجال العمل الرياضي .
س : الكابتن سعد قيس له باع طويل في مجال لعبة كرة القدم دوليا ومحليا. كيف لك ان تلخص لنا تجربتك الكرويه بالسلب والايجاب ؟
ج : لا تخلو اي تجربة انسانية لاي شخص مهما كان رياضيا او مفكرا سياسيا او عالم فيزيائي من السلب والايجاب وانا انسان لي ما هو ايجابي وسلبي لذا دعيني اتكلم اولا عن مسيرتي الرياضية الايجابية اولا كوني شاركت في بطولات اقليمية وقارية على مستوى المنتخبات الوطنية و الاندية العراقية والعربية وحصدت الكثير من الالقاب الشخصية المتميزة والتي ترتب عليها احترافي خارج العراق الذي اضاف لي مساحة واسعة من الشهرة وحب ورضا الملايين عراقيا وعربيا ناهيك عن ان سعد قيس لايزال حاضرا في ذاكرة الجمهور الرياضي العراقي و العربي والمس هذه الحضور من خلال ردود افعالهم تجاهي اينما حللت وهذا من دواعي سروري ومؤشر لنجاحاتي الرياضية .
اما السلبيات فتتمحور حول كثرة الاصابات التي تسببت في ابعادي عن الملاعب وقتها وكذلك الضرف الصعب الذي كان يمر به العراق حينذاك مما اثر بشكل سلبي على الرياضه وكرة القدم العراقية وحرمانا الكثير من البطولات الاسيويه ذات الشان المتميز . ولكن عند التقييم بين الحاله الايجابيه والسلبيه فان تجربتي كانت ناجحه والحمد لله وهذا من فضل ربي ودعم اهلي لي انذاك وتشجيع جمهوري الرياضي .
س : الانديه الرياضية تاريخ ناطق من خلاله يعرف بمستوى الرياضه وتطورها في هذا البلد او ذاك فأي تاريخ و اي نادي تعتبره يعكس الحاله في العراق والعالم ؟
ج : نعم في كل دول العالم توجد اندية رياضية تقريبا . اندية لها دور في صناعة ابطال الرياضة ورموزها وحققت انجازات هائلة في عالم الرياضة وكرة القدم بالذات المتسمة بالتخطيط والعمل الجاد المستمر حيث اغلب هذه الاندية لها بعد نظر في التواصل مع الاجيال وهذا بحد ذاته يعتبر العامل الرئيسي في نجاحها الرياضي لانها تعتمد خطط بعيدة الامد حيث تحصد ثماره و لو بعد حين ومن هنا ينال النادي شهرته العالميه او الاقليمية و احيانا على مستوى قاري .
ففي العراق مثلا هناك انديه صنعت تاريخ الكرة العراقيه على كل الاصعدة من الابطال والاسماء والرموز الرياضية ورفدها المستمر بالاجيال الصاعدة رياضيا خط تاريخ العراق الرياضي الامر الذي يشهد لها الداني والقاصي و حققت للمنتخبات الوطنيه افضل النتائج و الفوز المبهر مثل نادي القوة الجوية - الاليات - سابقا ونادي الشرطة - السكك - والزوراء وغيرهم ولكل من هذه الانديه جمهورها وما يزال لما تتمتع به من احترام للرياضي والرياضة على حد سواء ثم ان لهذه الاندية تاريخ مشرف وجمهور واسع على المستوى العربي والاسيوي .
وهذا ايضا ينطبق على اغلب انديه العالم في صناعة الابطال وتاريخ الرياضة لبلدانهم مثل اس ميلان الايطالي ويوفنتس في ايطاليا وريال مدريد وبرشلونه في اسبانيا ومانشستير يوناتيد وليفربول في انكلترا.
س : من خلال كتاباتك بين الحين والاخر ترجمت لنا وجهة نظر الكابتن سعد قيس حول مدربي المنتخب الوطني العراقي . السؤال هنا أي من المدربين استوعب وتعامل بانصاف مع مؤهلات اللاعب العراقي ؟
ج : المشكله الرئيسيه التي يعاني منها بلدي في مجال كرة القدم بصورة خاصة والرياضه بصورة عامة اننا نفتقد للتنظيم والتخطيط فمسيرتنا الرياضية فوضوية وقتية ان شئتي ارتجالية في اغلب الاحيان نفتقد للخبرة العالمية اي الكيفية العلمية التي يقود بها مخططي ومهندسي عالم الرياضة وكرة القدم بالذات و من اولويات النجاح يجب ان يكون لدينا اتحاد كرة قدم مبني على اسس سليمة معافية نزيهه علمية فنية في ادارة شؤون الرياضة حينها تكون لنا نتاجات رياضية على مستوى متميز وانا على يقين يمكن نوازي العالم او على اقل تقدير القارة او المحيط العربي الذي فاقنا بالكثير من الامور بل انهم تطوروا بشكل صحيح لانهم عملوا منذ زمن بعيد بجد وعلمية وركزوا على التخطيط للمستقبل فمنتخبنا على سبيل المثال يعاني الكثيرمن الاحباطات و خاصة في مجال التدريب والمدربين لان اختيار المدربين للمنتخبات الوطنيه لايخضع لضوابط معينة لا علمية ولا فنية و نفتقد لمشورة خبراء اللعبة للاسف المعايير تخضع للعلاقات الخاصه ودوافع باتت معروفه للجميع ولربما هذا ماجلب لنا الفشل في اغلب البطولات العربيه والاسيويه الاخيره و يمكن ان اجزم ان سبب الفشل هو سوء التنظيم والتخطيط في كل مايخص المنتخبات الوطنيه و خاصة كيفيه اختيار و تعيين المدربين الذي يترتب عليه الفوز فصعوبه تأقلم المدرب المختار من قبل الاتحاد المتمثله بالطرق المبهمه والمتسرعه مع الرياضيين فنرى احتواء اللاعبين عقليا وجسديا وخلق الانسجام بين الكادر الفني والفريق تكاد تكون بائسة لا ترتقى للمستوى المطلوب او هناك حلقة مفقودة بين الكادر الفني والفريق مما يولد جوا من الاحباط بعد اول اخفاق .لذا تعد من اهم مرتكزات الفوز هو اختيار المدرب بوقت مبكر لاجل التكيف والتأقلم من الطرفيين وهذا طبعا يتم لو كانت ادارة جيدة وتخطيط موفق وقيادة رياضية ذات كفاءة عالية .
س : ماذا اعطى المدرب حكيم شاكر للمنتخب وماذا سيعطي على مستوى التدريب وهل سيقود منتخبنا الى نهاية اسيوية اوعربية ؟
ج : المدرب حكيم شاكر يحتاج للكثير كي يتعلمه فهو بحاجة الى رؤية رياضية شاملة لضروف المباريات والفرق التي يخوض فريقنا معها اللعب . المدرب حكيم شاكر ليس له معايير في اختيار اللاعبيين ولا في تأهيلهم وهناك الكثير من عناصر النجاح غائبة عنه للاسف هو اعتمد على مجموعته الشبابيه التي لعب معها في بطوله كاس العالم للشباب وهذا خطأ لا يغتفر للمدرب حكيم شاكر و نصيحتي له لكي ننهض بكرتنا العراقية يجب ان نعتبر من اخطاء الماضي وخاصة في تحديد وضع وامكانية اللاعب والانطلاق من هدف معين واضح لكلا الطرفين اللاعب والفني لا بخلط الاوراق فعلى سبيل المثال لا نحن نستعين باللاعبين الشباب ومحاوله زجهم بالبطولات العاديه والغير مهمه من اجل منحهم فرصه كسب الخبره والتعود على المباريات والعيش باجواء المنافسات العربيه والاسيويه ولا نحن نستقر على تشكيله معينه والعمل معها بشكل دائم ولفتره طويله ولذا اضعنا الخيط والعصفور اي لم نحظ بجيل شبابي كسب الخبره من خلال بطولات عاديه وغير مهمه ولم نعتمد على تشكيله مثاليه تكون نابعه من لاعبين الدوري العراقي المحلي و المحترفين وبعض من اصحاب الخبره ففقدنا كل شي ومافعله المدرب حكيم شاكر هو مكملا لعمل الاتحاد الارتجالي والغير مبني على تخطيط واسس قويه مما اضاع علينا الفرصة من بطوله كنا قريبين من الفوز بها ولذلك ارى ان المدرب حكيم شاكر لم يضيف شيئا للكرة العراقيه ولكنه كان مجرد مدرب طوارئ .
س : الرواد في عالمنا الرياضي ماذا تقول عنهم ؟ وهل التقييم والتكريم الاخير انصفهم فعلا ؟
ج : موضوع الرواد حكايه مضحكه محزنه بنفس الوقت وربما خير توصيف لهذه الحاله هي ان وزارة الشباب لم تنجح بتشخيص الداء فعجزت عن تعين الدواء . ولهذا لم نصل للغايه والهدف المنشود من التكريم .فالمكافئة هي الاضعف اي على جزء بسيط مما قدموه للبلد وطبعا عطائهم كان كثير لايعد ولايحصى وحين حان وقت التكريم فقد كانت خيبه امل كبيره لهم . ولا ننسى منهم من اتعبه المرض ومنهم من اهلكته ضروف الحياة فكان التكريم معيبا وليس بمستوى العطاء ولايوازي 1% مما قدمه الرواد للبلد وكذلك الطريقه او الاليه التي افقدت التكريم بريقه ومصداقيته بسبب الاشخاص الذين شرعوا ونفذوا هذا المشروع المنقوص الذي حرم الكثير ممن يستحقون التكريم ومنحت بعضا لم ينال اي بطوله او انجاز وربما شابت هذه العمليه الكثير من التلاعب فيما يخص بعض الاتحادات الرياضيه وكذلك وجود بند او قانون بحرمان الرواد او النجوم ممن لم يحصلوا على البطولات العربيه الكبيره والمهمه وتناسى هذا الاتحاد ان جيلا كاملا حرمته ضروف الحروب من المشاركه في هذه البطولات الاسيويه مجبرا وهذا دليل على قصور العقول التي نفذت هذا القانون والتي لاتعي بان فئه كبيره من الرواد حرموا من هذا التكريم المستحق لسبب خارج عم ارادتهم وكذلك حرمان انجازت الانديه حتى في البطولات الاسيويه واقتصار الانجاز على المنتخبات فقط ولذلك انا ارى انه لم ينصف شريحه وجيل كامل من الرواد مع الاسف وهذا ليس بغريب اوجديد على اناس لايفهموا ولايعوا العمل الاداري والتنظيمي فبعملهم هذا حرموا الكثير فيما نال بعض ممن لايستحق والله يعلم كيف حصلوا على تصديقات من اتحاداتهم فمثلا احد الرواد الذي عاصرته منذ منتخب الشباب ولعبنا معا لحين الاعتزال واتذكر باننا معا لم نفوز ببطوله اسيويه ولم نحقق انجازا اسيويا في تلك الحقبه لحرمان العراق من البطولات الاسيويه ولكنه كرم ولكن كيف هذا الذي لم استوعبه حقا !!
س : هل انصفك العراق جمهورا وحكومه ؟
لا اعلم ان كان سؤلك عن الماضي ام الحاضر ولكن لكي اكون امينا فأننا كرياضيين كنا ننال الانصاف من الحكومه حين الفوز بالبطولات ونحصل على شقق وسيارات ولكن بنفس الوقت ننال حصه من الاضطهاد والظلم والاساءه عند الخسارات ونتعرض لابشع صور الاهانه ولكن بالمقابل انصفنا الجمهور الرياضي بشكل رائع وكبير وكان يقف معنا بالسراء والضراء وكان خير عونا لنا .
اما في الوقت الراهن فان الرياضي مازال ينال محبه وانصاف الجمهور العراقي المحب والعريق في كرة القدم ولكن الانصاف من الحكومه مازال ليس بالمستوى المطلوب وهي دعوه لحكومتنا بالالتفات للرياضه ودعمها وانصافها وبالتاكيد ان من واجب الحكومة دعم الرياضه والنهوض بكرتنا وان تعيدها لمسارها الصحيح وترفع من معنويات الرياضيين وهي دعوه وامنيه بنفس الوقت .
س : هل تتوقع بأن سعد قيس سياخذ مكانته الرياضية في يوم ما لكي يخدم العراق وكيف ؟
ج : المشكله الحقيقيه تكمن في عقول الادارة الفنية الرياضية و اصحاب القرارفي العراق فنحن كرياضيين خدموا الرياضه وكرة القدم العراقية بعيدين كل البعد عن افكارهم و مخططاتهم مقارنة بالكثير من الدول العربيه التي استعانت بلاعبيها ورياضييها السابقين وزجت بهم كمستشارين واداريين ومدربين و هذا هو النهج الصحيح الذي يتبعه الاخرين ومن لهم باع طويل في بناء المشهد الرياضي .نعم نحن مازلنا مهمشين علما اننا شريحه كبيره من الرياضيين الذين تغربوا وتفرقوا هنا وهناك اي في كل ارجاء المعمورة وتقريبا اغلبنا من ذوي الخبرة ومشهود لنا بأننا رموز رياضية لدينا الكثير وبوسعنا عمل الكثير للرياضة العراقية ولكن مع كل الاسف كما قلت مهمشين ولذلك فأنني لا اتوقع ان يكون لي مكان بين هؤلاء من ذوات الفكر المتعالي والبعيد عن قوانيين العقلية الرياضية فأغلبهم يفضل العلاقات الخاصه على المبادئ والنهج الرياضي واتصور ليس الكل قادرعلى تقديم تنازلات كي يكون له مكان وانا واحد منهم فالذي نال محبه واحترام الجمهور بعيد كل البعد عن هذه الاساليب والطرق الملتويه للحصول على مكان برغم مايملكه من امكانيات تخدم رياضتنا وبالتاكيد بودي ان يكون لنا مكان وان نعطي الفرص وان يفتح لنا المجال بالعمل لخدمه بلدنا بشكل سليم وطبيعي بعيد عن التطرف والعلاقات الخاصة.
س : الرياضه في العراق هل تعافت وهل هي في ايادي امينه قادره على النهوض بها ام هناك اشكالات تحول دون ذلك ؟
ج : التعافي معناه ان اللاعب المناسب في المكان المناسب والفني القدير في المكان المؤهل له والابتعاد عن الارتجاليه واعتماد الاسس والمعايير الصحيحة من خطط وسياسات فنية رياضة وهذا لم المسه على الاقل لحد الان فالخلافات مازالت قائمة حول كرة القدم العراقيه واشعر ان التفكير بالكرسي والمصلحة الشخصية الخاصه تغلب على التفكير بالنهوض بكرة القدم والرياضه بصورة عامة ثم انني لم ار اي افاق لعودة اصحاب الكفاءه والخبره الرياضة
وهذا بحد ذاته من اكبر الاشكالات .
س : لو يستشار الكابتن سعد قيس في نهضه العراق الرياضيه فما هي مقترحاتك وسبل تطوير الرياضه في العراق ؟
ج : سؤال يبعث الامل .. سبق لي ان قدمت دراسه كامله حول هذا الموضوع وقد نشرتها انذلك بالصحف العراقيه ونالت استحسان الجميع وخاصة من اغلب الاسماء الاعلاميه الكبيره في عالم الرياضه العراقيه وركزت في هذه الدراسة علي كيفية النهوض بالرياضه العراقيه وسبل عودة الكفاءات العراقيه الرياضيه ودعيت لتشكيل لجنه مختصصه من الاكاديميين والخبراء لوضع قوانين رياضيه واكدت على تحويل الانديه لمؤسسات وطالبت بدعم الانديه الفقيره ووضع اسس صحيحه للجميع وبالذت الدعم الحكومي وطالبت ان تكون للانديه استثمارات خاصه وذاتيه وكذلك ابعاد الرياضه عن القرارات السياسية وتناولت الكيفيه بخوض الانتخابات الرياضيه وعلى رأسها مايخص الهيئات العامه وامور كثيره اخرى ولكن للاسف برغم انها نالت الثناء لكنها ركنت في ارشيف الصحف ولم يتم الاخذ بها . الا انني بالتاكيد ساكون حاضرا ومستعدا لخدمه بلدي ورياضه بلدي فيما املك من خبره متواضعة لاجل النهوض برياضتنا متى ما تتاح لي الفرصة .
س : هل تعتقد ان الكوادر والكفاءات العراقيه الرياضية لو استثمرت ستخلق مناخ رياضي صحي ؟
ج : بالتأكيد .. الا ان البلد مازال يعيش عدم الاستقرار السياسي وهذا ينعكس على كل المجالات ومنها الرياضه بصورة خاصة وحين تتوفر الارضيه السليمه والصحيه فان عمل الكوادر سيكون افضل وانضج بالطبع
وانا اجزم بأن المناخ سيكون صحي و مناسب لو تقلصت الفجوه الكبيره التي وضعت بين اهل الداخل واهل الخارج و النظره المتعاليه في التعامل معهم و اتهامهم بالابتعاد وعدم التواجد في ظل الضروف التي عاشها اهل الداخل وهذا مفهوم تم ترسيخه منذ وقت طويل برغم ان الكوادر العراقيه لم تختار الغربه ولم تختار الابتعاد عن الوطن الا لاسباب سياسيه وانا واحد منهم فلذلك اننا نحتاج لزرع اواصر التواصل ومنح الفرص لعوده الكوادر وفتح المجال لهم لما يناسب وامكانياتهم ومؤهلاتهم وخبرتهم وما حصلوا عليه اثناء تواجدهم بالخارج ليس بالقليل و انا مؤمن بان هذا الدور يقع على عاتق وزارة الشباب وكوادرها بتهيئة الاجواء و منح الكوادر فرص التواجد لخدمه البلد .
س : بودي ان اعرف بالتفصيل لماذا الكابتن سعد قيس بعيد عن الساحه الرياضيه العراقيه ؟
ج : أنا كنت ومازلت اجد نفسي في بيتي نادي الشرطه كوني كنت لاعبا في هذا الفريق منذ نعومه اظافري وكون لهذا النادي الفضل الكبيرعلى سعد قيس في تميزه وشهرته ونجاحه ولكن هذا لايمنع من ان سعد قيس ابن العراق كله ويتشرف بخدمه اي نادي في اي بقعه من ارض العراق وبخصوص ابتعادي عن الساحه فهذا ليس بدقيق فانا زرت العراق وزرت بغداد وزرت كربلاء والحله واغلب محافظات العراق بعد ابتعاد 12 سنه عن البلد وكنت في زيارة خاصه لمدينه خانقين الحبيبه لرؤيه اخي وكذلك عائلتي بعد ان دعاني نادي خانقين للتدريب فيه وبالفعل كانت تجربه رائعه ومميزه استمرت شهرين وكان هذا قراري من الاول ان اعمل مع الانديه الصغيره لاجل صنع شي وبالفعل كانت الامور تسيرعلى ما يرام الى بدايه الدوري حيث حدثت مشاكل ماديه اعاقت استمراري في العمل الا ان هذا لا يمنع من اني سعدت بهذه التجربه كونها الاولى لي في العراق بعد الاعتزال والشعور بانك تعمل في بلدك يفوق كل التصورات ناهيك عن روعة اللاعبيين و تفهمهم لاسلوبي وكنت ساصنع شيئا مميزا لولا ما حصل المهم الحمد لله على كل شي ولكني لست ببعيد عن الرياضه العراقيه واتابع الدوري العراقي ومازالت لي اتصالات واسعه مع اغلب الرياضيين .
س : لماذا الرياضه في العراق تقتصر على كرة القدم بالدرجه الاولى وعلى الرجل بالذات فاين المراة الرياضيه ؟
ج : يرجع ذلك الى ان كرة القدم هي الرياضه او اللعبه الاشهر عربيا واسيويا وربما عالميا وهي الاكثر شعبيه ولاننا مجتمعات ذكورية وهذا لاغبار عليه فان الرجل ياخذ حيزا كبيرا في هذا المجال الا ان هذا لايبرران تقتصر رياضتنا على الرجال . ولا ننسى ان للمرأة العراقية كان لها تواجدا عربيا واسيويا بالالعاب الفرديه وخاصة في لعبه الساحه والميدان فكان لها تميز يشار له بالبنان فالعراق أذن كان زاخرا بنجاحات المراة الرياضيه العراقية التي نالت الثناء ورفعت اسم العراق عاليا في اكثر من محفل وحصدت الاوسمه ورافقتها السمعة الطيبة لبلدنا ولكننا اليوم ومع كل الاسف لانملك الارضيه والعقليه من اجل دعم المرأة العراقيه و تربيتها رياضيا لكي ترفع اسم بلدها في المحافل الدولية الرياضية وهذا يعتمد على تحضر الشعوب وتطور الدول واستيعاب دور المرأة في المجتمع وهذا يقع على عاتق الحكومه والاتحادات في دعم الرياضه النسويه وتوفير الارضيه المناسبه لكي تعود الرياضه النسويه لسابق عهدها .
س : هل العراق الجديد انصف الرياضه من خلال القوانين والدعم المادي والسياسي ؟
ج : الرياضه العراقيه لاتحتاج لدعم سياسي بقدر احتياجها للدعم المادي وتشريع قوانين واضحه ومفيده وطويله الامد ترفع من مستوى الرياضة وربما اننا مازلنا نعاني من ارضيه سيئه اعني بها ارضية الملاعب الجيدة التي نفتقدها والمنشات الرياضيه وكل ماهو كفيل بعوده كل الانشطه والالعاب لسابق عهدها وان لايقتصر هذا على كرة القدم طبعا وانا اتصور ان العراق الجديد مازل بعيد كل البعد عن انصاف الرياضه وروادها و لم يسع لايجاد تشريعات من شانها ترفع من مستوى الرياضه .
س : كيف ترى شباب العراق رياضيا ؟ وهل تعتقد ان ماموجود من كليات ومعاهد كافيه لاعداد كوادر رياضيه تمثل العراق مستقبلا ؟
ج :شباب العراق اليوم يعاني الكثير فهو يفتقد لكل السبل و ابسط السبل ويحتاج للكثير الكثيرمن الخدمات لكي يكون بمستوى شباب العالم ومن تجربتي ان الدعم هو اساس نجاح اي برنامج او خطه او تنظيم فهم بحاجة الى مدارس كرويه و دورات رياضيه فالشباب هم مستقبل العراق وانا ارى ان الكليات والمعاهد هي بالتاكيد مكانا صالحا ومهما لاخراج جيل متعلم ومثقف ورياضي يكون له شأن كبير بالمستقبل فالرياضي المثقف يملك رؤيه صحيحه ويملك وعي من اجل اختيار رياضته المفضله والاهتمام بها والتركيز على تنميتها مع وجود مدربين واساتذه مختصين من اجل صقل مواهبهم ولكننا مازلنا نعاني من قله الدعم ولو توفر الدعم لشاهدنا الكثير من الاشبال والشباب المميزين لاننا نملك بالفطره رياضيين موهوبين ومميزين ولكنهم يحتاجون للرعايه والاهتمام والدعم .
س : بعد خروجك من العراق قمت اعلاميا بفضح النظام السابق قبل سقوطه وكذلك شخصت جرائمه ضد الرياضيين فهل انصفك العراق الجديد سياسيا استنادا لموقفك المشرف في الوقت الذي تعرض اهلك للمضايقات في حينها ؟
ج : أنا كنت وما زلت لم و لن ابحث عن مقابل لموقفي هذا لانني قررت بارادتي ان افضح اساليب كانت تمارس ضد رياضيين ذنيهم الوحيده هو حبهم للرياضه واخلاصهم ووفاءهم لبلدهم و كان من الواجب على و للتاريخ ان يكون لي موقف الغاية منه ان يعرف العالم انذاك ماذا كان يجري في العراق وبالاخص ضد الرياضيين وبالفعل كان هذا الباب سبب لفتح الكثير من التحقيقات لمعرفة الاساليب والانتهاكات التي كانت تمارس ضد الرياضيين ولذا لم اقزم ما قمت به و تأطيره بمنصب او مقابل مهما كان نعم غيري فعلها دون ان يكتب كلمه او ياخذ موقف او حتى يقول الحق فيما كان يجري ضد الرياضيين ويكفي انني نفذت وعدا اتخذته على نفسي قبل الخروج من العراق و قبل سقوط النظام بالرغم ماتعرضت له عائلتي من اضطهاد بعد ذلك .
س : خليجي 22 هل رفض اقامته بالعراق كان منطقي ؟
ج : يترتب على هذا السؤال اكثر من جواب ..
الاول يمكن ان يكون منطقي لاننا لم نجهز بما فيه الكفاية على الصعيد الاداري والفني فبناء ملعبا رائعا ومتميزا وتحفه معماريه لا يعلى عليها بحد ذاته غيركافي على الاطلاق فهناك الكثير من النواقص لو انها انجزت لكانت او ستكون مفتاح موافقه الفرق الخليجيه للمشاركه من هذه النواقص الفنادق و الاماكن الترفيهيه للوفود المشاركه وكذلك المرفقات المهمه التي تساعد على نجاح هذا الحدث وعلى رأسها الضرف الامني الذي يمر به بلدنا .
اما اذا فكرنا بشكل عاطفي فاننا بالتاكيد سنكون غاضبين لعدم اقامه البطوله في بلدنا ولكن منطقيا اننا كنا و مازلنا نفتقد للكثير لان الملعب لن يكون مقر اقامه الفرق ولن يكون مكانا للاستجمام والراحه ولذلك كان علينا ان نبني مدينه رياضيه متكاملة تكون قادره بشكل واقعي لاستيعاب هذا الحدث مع كل المنشات الاخرى .
اما الجواب الثاني والذي اعتبر ربما به الرفض كان غير منطقي هو لم يمنح الفرصه للعراق بان يلعب امام جمهوره وتكون ربما البدايه لرفع الحظر عن العراق رياضيا وكرويا ويكون احتفالا رائعا
وكبيرا يجمعنا بالاخوه العرب على ارض العراق وارض البصره بشكل خاص .
البصرة ثغر العراق كانت مسك ختام حديثنا ودعنا الكابتين متمنين له السعادة في العام الجديد بعد ان تمناها هو ايضا لكل العراقين . اتمنى ان تجدوا الكابتن سعد قيس في ثنايا سطور هذا اللقاء ولكم مني الشكر والتقدير .
د أقبال المؤمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق