الخميس، 16 يونيو 2011

في عيدك أنخسف القمر....بقلم : النجم الحزين

ياحوته يامنحوتة هدي كمرنه العالي
هذا كمرنه انريده
هوه علينه غالي
وأن كان متهدينه
أندك لج بصينية
تزامن عيد الصحافة العراقية هذا العام بظاهرة فلكية طبيعية ألا وهي خسوف القمر .
والبغداديون القدامى وبسبب تفشي الامية والتخلف كانوا يعتقدون أن ( الحوته ) قد أبتلعت القمر وأستقر في بطنها لذا فكانوا يصعدون على أسطح منازلهم ويعزفون بالطبول والجفاحير والقدور النحاسية والصواني والملاعق والصحون وهم يراقبون القمر المسكين وهو يختفي عن الانظار تدريجيا فيبدأ نشيد يا حوته يا منحوته ، أما العجائز فكن يجتمعن على السطوح رافعات الايدي بالدعاء:
ياقريب الفرج
ياعالي بلا درج
كمرنه طايح أبشدة
نطلب منك الفرج
وبعد أن تنتهي مرحلة الخسوف بعد ساعات ويبدأ القمر بالظهور من جديد يتصايح الناس :
الحوتة زاعت القمر!!
خافت وزاعته!
وعلت الهلاهل. وتبادل البعض التهاني من فوق السطوح، لأن الحوتة داخت و(انسطرت) من شدة أصوات القدور والجفاجير والصواني، فزاعت أي (تقيأت) القمر وهربت خائفة من فزعة البغداديين.
لذا ليس غريبا أن تتزامن هذه الظاهرة مع عيد الصحافة العراقية ، فصاحبة الجلالة تتعرض اليوم الى حالة أبتلاع لكل الاقلام الشريفة أما بالتهميش وصعود جيل هجين ينافس أساتذته لا يفقه من أبجديات المهنه الا القليل ، أو بالقتل على يد صبي أمي لا يقرأ ولا يكتب ، أو بالهرب الى خارج العراق والعمل بأي مهنة غير الصحافة .
وفي كل ذلك خسارة كبيرة للعراق ، والارقام هي التي تعينك على فهم ما يتعرض له الصحفيون والاعلاميون في العراق من حالات القتل والتهجير والابعاد وتكميم الافواه والاعتقال وهذا كله بسبب المحاصصة الطائفية المقيته التي تحكم البلاد ، أضافة الى تهميش دور نقابة الصحفيين العراقيين من أن تلعب دورها بالشكل الصحيح ، وعدم جدية الحكومة والبرلمان في أصدار قانون لحماية الصحفيين حتى الان .
أن عدد الشهداء الصحفيين الذين سقطوا في العراق يزيد على عدد الصحفيين الذين سقطوا في حرب فيتنام كلها ، والقائمة أذا أبتدأت بنقيب الصحفيين شهاب التميمي وأطوار بهجت ومحسن خضير ومحمد البان وطارق أيوب وأحمد رشيد فلا أعتقد أنها سوف تتوقف عند هذا الحد طالما أن لغة السلاح هي وسيلة التفاهم الحالية في الشارع العراقي.
تحية عرفان وتقدير لكل الاقلام الشريفة التي يتقاطر من حبرها حب العراق والدفاع عن حقوق الشعب . تحية لكل فرسان الكلمة الصادقة ، وكل الاقمار المضيئة في سماء العراق العظيم الذين وضعوا أرواحهم فوق أكفهم في عيدهم الأغر.
sad_star45@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق