الأحد، 26 يونيو 2011

الشعر والرواية العربية والمحسنات اللفظية والرمزية!

الجناس والأقتباس والسجع من المحسنات اللفظية والسجع مستخدم بالنثر من كتابة رواية وخاطرة ألخ و بينما الجناس والأقتباس بالشعر أسلوب عملي, والرمزية أزدواجية الأستعمال, هي أخفاء المقصود بالمدح أو الذم او الذكر بالأدب العربي , وابدأ بالرمزية لأنها سلاح الأدباء لأخفاء مشاعرهم وحماية أنفسهم من تبعات محبة شيء محدد بحياتهم و والرمزية العربية لاتختلف عن مدرسة الرمزية الأوربية التي أنقلبت على أساليب الطبيعيين والواقعيين ,لكننا نجدها بالأدب العربي القديم والصوفي منه خاصة , ولكونها تتعلق بالفلسفة وعلم النفس فكتبوا هؤلاء عنها وتأثر الشعراء بهم فمارسوها , ويشير علماء النفس الى تأثر العقل الباطن بما نسمعه ونشاهده من أعمال أ دبية تحرك الكامن فينا من مشاعر وتلامسه فالأعجاب ناتج عن ذلك , وهم يخلطون بين العالم المادي المحسوس بالحواس كالسماء والأرض والبحر والأشجار ألخ , والاخر العالم المعنوي نفسياتنا وعواطفنا ونزعاتنا, هل نحتاج لواسطة تحرك مشاعرنا ؟, ماالفائدة أن نقول نصف الأزرق أزرق ؟ , وكما لايمكن التعبير عن المشاعر والعواطف والأحاسيس والمعتقدات ألا بواسطة الأدب كشعر أو رواية أو كل أنواع النثر , وقد يضطر الكاتب الأديب لأستخدام ألفاظ ليست معروفة باللغة , لكن ما الضير مادامت اللفظة تعبر وتوصل المطلوب و أيصال المشاعر أو الفكرة المراد أيصالها , ولكن الرمزية هذه للتوثيق التاريخي ولكون الشعر والأدب عمومآ ديوان وتاريخ العرب كأمة مشكلته هنا لأنه لايذكر الحوادث بزمانها لنعرف متى وقعت ولا المكان بالتحديد لنعرف بأي بلد أو مدينة حصل ؟ . العقلية العربية تنزع بطبيعتها الى التحليل أكثر من التركيب ولكون الطبيعة العربية تميل للوضوح والصراحة التامة و ويبرر ذلك السلوك عند العرب المحللون النفسانيون ألى أن العرب البيئة والطبيعة التي يعيشونها ليس فيها غموض أنما أرض سهلية وصحراء مكشوفة خالية من الغموض والأسرار كما هو الحال عند الغرب مثلا الذين لديهم الجبال والغابات والجليد والضباب والخ من ظواهر طبيعية اخفت الأسرار بداخلها و وليس هناك عند العرب لبس بشيء لأنهم تحت شمس مشرقة بكل فصول السنة ولا تترك شبر من أرضهم ألا وتنيره .
ولكن نجد الشاعر العربي أبي تمام أستخدم هذا الأسلوب الرمزي بشعره بالرمز والأيماء و الشعراء الصوفية الذين منهم أبن الفارض والبوصيري وأبن عربي وغيرهم حاولوا التقرب من الذات الالهية بالوصف والمدح والتغزل بها و التوسل بأسلوب الغموض والتلميح دون التصريح
لذلك اختلف الناس بتفسير شعرهم هذا والذي أنشدوه بمجالس الذكر الدينية وبينما تجد العشاق والخليعة تغنوا به لأنه أصبح يلبي غرض الطرفين واختلط على الناس , وحتى يومنا هذا الرمزية والغموض أصبحت أسلوب الشعراء والأدباء الذين نسميهم المعارضة بلغة السياسة اليوم , وأتذكر أنها وصلت وكما ذكرنا بكتاب صادر لنا بعنوان النكتة السياسية الشعبية بزمن صدام و وهي فن أدبي تجدها قمة الرمزية بل نقاس عليها و وحتى الروايات الشعبية عن قصص بسيطة دخلت لدب الطفل الشعبي عن رموز الأمم الأخرى لتحفيز وزرع روح الثورة على الظلم , مثلآ تجد قصص الراعي والذئب والراعي والأفعى , وكلها تمثل رب الأسرة وأولادها رعيته والذئب الذي يحاول اختطافهم أو الأفعى التي تحاول تسميم حياتهم وهكذا يرمز لكل خطر برمز .
أما المحسنات اللفظية فهي تزيين الألفاظ بأنواع بديعة من المحبب من الجمال اللفظي , ومنها كما قلنا ماأستعمل بالشعر كالجناس وهو أستعمال لفظتين متفقتين بالنطق مختلفتان بالمعنى ,
ومنها ماقاله الشاعر المعري مادحآ_
لم تلق أنسانآ غيرك يلاذ به فلا برحت لعين الدهر أنسانآ
وأستخدم أنسان بمعنيين الأول أنسان معروف والثاني أنسان العين ( البؤبؤ للعين البشرية ) , وهذا جناس تام للتشابه باللفظ , وقد يكون غير تام كقول الشاعر البحتري _
نسيم الروض في ريح الشمال وصوب المزن في راح شمول
والأختلاف في ريح وراح وبين شمال وشمول ولكنه يحقق الهدف من النشوة والطرب لدى المستمع, ومن اشهر شعر تداوله الناس كنموذج شعبي له قول الشاعر _
طرقت الباب حتى كل متني فلما كل متني كلمتني
فقالت لي أيا أسماعيل صبرا فقلت لها أيا أسما عيل صبري
أي طرقت الباب حتى تعب متني ولما كلمتنني تبادلنا الحديث قال أيا اسماعيل صبرا أي أسمه و اجابها يا أسمأ أي أسمها أسماء أنه عيل عيل عيل أي تعب ضاق صبري ...
وقال أبي الفتح البستي _
ياعامرا لخراب الدهر مجتهدا بالله هل لخراب العمر عمران
والناس أعوان لمن والته دولته وهم عليه أذا عادته أعوان
الجناس النوع الأخر من المحسنات اللفظية التام منه يعني أستعمال الشاعر لكلمتين بلفظتين تمام التشابه في حروفهما وكيفية النطق فيهما وقد يستعمل اللفظتان وهما فيهما بعض الشبه و قال الشاعر أبو تمام _
بحوافر حفر وصلب صلب وأشاعر شعر وخلق أخلق
وقد تختلف اللفظتان بحرف واحد كقول الأشعى _
رب حي أشقاهم أخر الدهر وحي أسقاهم بسجال
والأسلوب الأخر في المحسنات اللفظية الأستعارة هي تشبيه حذف احد طرفيه كما ورد بقول الشاعر المتنبي _
فلم أر قبلي من مشى البحر نحوه ولارجلآ قامت تعانقه الأسود
وهنا مجازين هما كلمة البحر وقد اريد بها الرجل الكريم للتشابهة بالكرم بينهما والكلمة الثانية هي الأسد وأريد بمعناها الرجل الشجاع الباسل للتشابه بين الأسد والشجاع .
وقد لايذكر المشبه به بل بعض لوازمه كقول الشاعر _
مواطن لم يسحب بها الغي ذيله وكم للعوالي بينها من مساحب
فشبه الغي بالرجل ورمز اليه بشيء من لوازمه وهو يسحب طرف رداءه كما سماه ذيله ...
وقال أبن عبد ربه عن السيف –
تقاصرت الآجال في طول متنه وعادت به الآمال وهي فواجع
وقال الشيخ أبو الحسن يصف دارآ _
دار على العز والتأييد مبناها وللمكارم والعلياء مغناها
دار تباهي بها الدنيا وساكنها طرا وكم كانت الدنيا تمناها
أنظر الى القبة الخضراء مذهبة كأنها الشمس أعطتها محياها
وقال شاعر ي رثي بني البرمكية
أصبت بسادة كانوا عيونآ بهم نسقى أذا أنقطع الغما
فقلت وفي الفؤاد ضريم نار وللعبرات من عيني أنسجام
على المعروف والدنيا جميعآ ودولة آلبرمك السلام
وفي قصيدة بغداد للشاعر علي الجارم _
بغداد يابلد الرشيد ومنار المجد التليد
يابسمة لما تزل زهراء في ثغر الخلود
ياموطن الحب المقيم ومضرب المثل الشرود
ياسطر مجد للعرو بة خط في لوح الوجود
يا راية الأسلام والأسلام خفاق البنود
يامغرب الأمل القديم ومشرق الأمل الجديد
يابنت دجلة قد ظمئت لرشف مبسمك
يازهرة الصحراء رد يا بهجة الدنيا وزيد ي
ياجنة الأحلام طا ل بقومنا عهد الرقو د
يابهرة الملك الفسيح وصخرة الملك الوطيد
يازورة تحيي المنى أن كنت صادقة فعودي
بغداد يادار النهى والفن يا بيت القصيد
الأقتباس في الشعر هو تضمينه شيئآ من آيات القرآن الكريم أو حديث نبوي شريف , مع جواز أدخال تغيير قليل عليه في الأثر المقتبس ونحن اليوم بعالم الصحافة لدينا فن جديد من الكتابة الصحفية هو العنوان للمقال الصحفي ريما نستخدم أو أكثر الأحيان كذلك هذا الأسلوب باختيار العنوان للموضوع لأنه ابلغ لفظ معبر وبلاغة عظيمة لأننا نجد صفات العنوان أن يكون بأقل الألفاظ وهذا ما نجده بالأثر المتوارث ونأخذ قول الشاعر الصاحب بن عباد__
رب بخيل لو رأى سائلآ لظنه رعبا رسول المنون
لاتطمعوا في النزر من نيله ( هيهات هيهات لما توعدون )
وقال أيضآ مستخدمآ حديثآ _
أقول وقد رأيت سحابآ من الهجران مقبلة علينا
وقد سحت غواديها بهطل (حوالينا)الصدود (ولاعلينا)
وقال أبن الرومي قي الهجاء _
لأن أخطأت في مديحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي (بواد غير ذي زرع)
وقال شاعر _
كسر الجرة عمدآ وسقى الأرض شرابآ
قلت والأسلام ديني ( ليتني كنت ترابا)
وقال شاعر العراق السيد عبد الغفار الأخرس _
لم ينالوا مانلت من رفعة القدر ولو جيء بالجيوش قبيلآ
أجمعوا أمرهم ولله أمر (كان من فوق أمرهم مفعولا)
والتطريز في الشعر وصف به ما أحسن قوله من هذا الأسلوب لأنه كالثوب المطرز ومنه _
أذا أبو القاسم جادت لنا يده لم يحمد الأجودان البحر والمطر
وأن أضاءت لنا أنوار غرته تضاءل الأنوران الشمس والقمر
وأن مضى رأيه أو حد عزمته تأخر الماضيان السيف والقدر
من لم يكن حذرآ من حد صولته لم يدر ماالمزعجان الخوف والحذر
والتطريز في قول الشاعر الأنوران والماضيان والمزعجان وقال الشاعر كذلك _
أعوام وصل كاد ينسي طولها ذكر النوى فكأنها أيام
ثم أنبرت أيام هجر أردفت نحوي أسى فكأنها أعوام
ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنهم وكأنها أحلام
والفن الأخر المجاورة باللفظ أو لعله تكرار لكن تجاور بنفس الحروف والمعنى ومنه قول الشاعر أبي تمام _
وماضيق أقطار البلاد أضاقني أليك ولكن مذهبي فيك مذهبي
واضح مجاورة كلمة مذهبي لأختها وأستخدام رائع من الشاعر ينم عن أطلاع كبير باللغة وطواعية اللغة عنده يتخير من خزينه ما يشاء وكأننا أمام كومبيوتر وخزنت الكلمات المتشابهة فيه ...
ومنه قول الشاعر _
دعونا ضرة البدر المنير فوافتنا على خضر نضير
مطرزة الشوارب بالغوالي مضمخة السوالف بالعبير
ألامسها وقد لبست حريرآ فأحسبها حريرآ في حرير
فأنس ثم لهو ثم زهر سرور قي سرور في سرور
وأستخدم شعراء الأستثناء مع التطريز والأقتباس والأستعارة ومما قاله الشاعر –
فتى كملت أخلاقه غير أنه جواد فما يبقي من المال باقيا
فتى كان فيه مايسر صديقه على أن فيه مايسؤ الأعاديا
وقول الشاعر النابغة كذلك _
ولاعيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
وقال الشاعر العراقي السيد عبد الغفار الأخرس_
ولي نفس متى دعيت لذل نهاها عن أجابته نهاها
أبت نفسي مداناة الدنايا وأغنتها القناعة من غناها
وهل تستعبد الأطماع حرآ أذا عرضت له الدنيا أزدراها
سليني كيف جربت الليالي وكيف عرفتها وعرفت داها
الصحفي العراقي
ياس خضير العلي
مركز ياس العلي للآعلام _صحافة المستقل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق